Tuesday, February 23, 2016

الدرس (٥٦) شرح أصول السنة

🌴الدرس (56) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 
 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
 
🌸الرجم حق على من زنى وقد أُحصن :
 
🍄المتن : قال المؤلف رحمه الله : " والرجم حق على من زنى وقد أُحصن، إذا اعترف أو قامت عليه بينة، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد رجمت الأئمة الراشدون ". 
ـــــــــــــــ 
الشرح : 
يعني: أن من زنى وقد أُحصن ؛ إذا اعترفَ بالزنا ، أو قامت عليه بينة ، 
أو ظهر الحمل من المرأة ، وكانت موافقة على الزنا ، ولم تكن مُكرهة ؛ فإنهم جميعاً يُرْجَمُون . 
 
🌻ومن الدليل أن الرجم يحصل بالاعتراف : أن ماعزاً رضي الله عنه ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : إني زنيتُ ، فأعرضَ عنه حتى ثَنَّى ذلك عليه أربع مرات .
فلما شهد على نفسه أربع شهادات ، دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أبك جنون ؟ قال : لا .
قال : فهل أحصنت ؟ قال : نعم . 
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اذهبوا به فارجموه" (أخرجه البخاري ومسلم) .
وكذلك "الغامدية" اعترفت فَرُجِمَتْ (أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي) ، 
وكذلك "اليهودي واليهودية لما اعترفا رجمهما النبي صلى الله عليه وسلم" (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي) . 
 
🌻الثاني: البينة، والبينة لا بد أن تكون أربعة شهود يشهدون أنهم رأوا ذلك ؛ كالميل في المكحلة، 
فإذا شهدوا بذلك ؛ أقيم عليه الحد ، وهو الرجم إذا كان محصناً .
 
ولكن لم يثبت في السنة أنه حصل الرجم بشهادة أربعة ؛ 
لكن ثبت حصوله بالاعتراف والإقرار ،
لكنه كاد أن يثبت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ثلاثة أخوة شهدوا وتلكأ الرابع ، فلم يشهد ؛
وذلك في قصة المغيرة بن شعبة ؛ فجلدوا  (أخرجه عبد الرزاق والبيهقي) ؛
فإذا شهد ثلاثة على شخص ، ولم يأت رابع ؛ فإن الثلاثة يُجْلَدُون ؟ 
كل واحد يُجلد يجلد ثمانين جلدة ؛ حد القذف ، لعدم اكتمال نصاب الشهادة ، وهو : الشاهد الرابع .
 
وقول المؤلف رحمه الله : "والرجم حق على من زنى إذا أُحصن"، 
معناه أيضاً : أنه إن لم يكن محصناً ؛ بمعنى : أنه لم يتزوج ، فإنه يُجلد مائة جلدة ، ويُغَرَّبُ سَنَةً ، 
وإذا تزوج في عمره ولو مرة واحدة، ولو لم يكن معه زوجة، فأن ماتت عنه ، أو طلقها – مثلاً – ثم زنى : فإنه يُرجم في كافة الأحوال .
 
وقول المؤلف: "فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الراشدون"، 
ودليله : ما رواه الشيخان ، وأصحاب السنن الأربعة ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال عمر بن الخطاب ، وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
"إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم ، بالحق وأنزل عليه الكتاب ، 
فكان مما أنزل عليه آية الرجم ، قرأناها ووعيناها، وعقلناها، 
فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان ، أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق علا من زنى إذا أحصن ، من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة ، أو كان الحبل ، أو الاعتراف " (أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له ، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه) .
 
وفي حديث آخر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : "لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل : ما أجد الرجمَ في كتاب الله ؛
فيضلوا بترك فريضة من فرائض الله ، ألا وإن الرجم حق إذا أحصن الرجل وقامت البينة ، أو كان حمل ، أو الاعتراف ، وقد قرأتها : "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة"
"رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده"(أخرجه النسائي وأحمد والدارمي والحاكم والبيهقي، وصححه الشيخ الألباني) .
 
************************

Thursday, February 18, 2016

الدرس (٥٥) شرح أصول السنة

🌴الدرس (55) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

تابع : 🌸حكم من لقي الله بذنب يجب له به النار:

 

🍄المتن : لكن هناك أمة واحدة، أو قرية واحدة استثناها الله، لما جاءهاالعذاب ؛

آمنت ؛ وقبل الله توبتها ؛ وهم قوم يونس ،

كما قال الله تعالى :🌹 { فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } ( يونس 98 ) ،

 

قال الله تعالى :🌹 { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) }[الصافات:139-141] ، 

وذلك أن يونس -عليه الصلاة والسلام- دعا قومه دعاهم إلى الإسلام ، فردوا دعوته ، فغضب عليهم ،

كما قال تعالى : 🌹{ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا } (الأنبياء 87 ) ، 

فقال لهم : انتظروا العذاب، تركهم ، ركب البحر ، وحصل ما حصل ، حتى أُلقي في بطن الحوت. 

 

فلما ألقي في بطن الحوت ؛ دعا الله كما قال الله تعالى : 🌼وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) } ( الأنبياء 87-88 ) ، 

 

فجلس مدة ، ثم أرسله الله مرة أخرى إلى قومه ، فما رجع إليهم ، وجدهم قد ندموا، فلما دعاهم ؛ آمنوا، 

قال الله: 🌹وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (148)}(الصافات 147 – 148 )،

 

فيونس نبي كريم ؛ ولهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :🍀 من قال : أنا خير من يونس بن متى فقد كذب " (أخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه وغيرهم )

فهو نبي كريم . فلا يقول إنه خير من يونس بن متى ، وينتقصه لأجل ما بَدَرَ منه . 

ومن قال ذلك : فهو كاذب ، ولا يمكن أن يقال هذا على نبي من الأنبياء. 

 

🌺فالحاصل : أنه إذا وُجدت شروط التوبة صحت ؛ محا الله الذنب بهذه التوبة ، 

ثم إذا بُلي بذنب مرة أخرى فإن هذا الذنب الجديد يحتاج إلى توبة ؛

وهكذا ، كلما أَذْنَب ؛ استغفر ؛ وقُبِلتْ توبتُه ، لكن بالشروط السابقة .

 

🍄المتن : وقول المؤلف : "من لقي الله بذنب يجب له به النار تائباً غير مصر عليه فإن الله يتوب عليه ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات " . 

🍓هذه هي الحالة الأولى : أن يتوب من الذنب .

 

🍓الحالة الثانية : مَنْ لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا؛ فهو كفارته ،

كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ 

يعني : أن العبد إذا لقي الله بالذنب ، ولكن أقيم عليه الحد ؛ 

كمن زنا وهو محصن ، ثم جُلد مائة جلدة ، 

أو زنا وهو محصن ، ثم رُجم ، 

أو سرق ثم قُطعت يده ؛

فإن ذلك الحد يكون كفارة له، ويطهره الله بالحد؛

فالله أكرم من أن يجمع عليه عقوبتين : عقوبة في الدنيا ، وعقوبة في الآخرة .

فإذا أقيم عليه الحد : صار كفارة له ، أو طهارة له ، 

وإذا تاب ، فالتوبة طهارة ، وإقامة الحد طهارة 

 

🍓الحالة الثالثة: من لقي الله بالذنب ، ولم يتب ، ولم يُقَمْ عليه الحد ،

وهي التي ذكرها المؤلف بقوله : " ومن لقيه مصرا غير تائب من الذنوب التي قد استوجب بها العقوبة فأمره إلى الله ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له " .

ومعنى العبارة : أنه إذا لقي الله مصرا على الذنب ، لم يتب ،ولم يُقم عليه الحد ؛

فهذا تحت مشيئة الله : إن شاء الله غفر له بتوبته وإيمانه وإسلامه ، وأدخله الجنة من أول وهلة ، 

وإن شاء عذبه بقدر جُرمه ، وأدخله النار ثم يخرج منها ، 

قال الله تعالى:🌹 { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ } ( النساء 48 ) ،

 

🌺فتحصَّل ممَّا سبق : أن الذي مات مصرا على الذنب ، له ثلاث حالات :

🍓الحالة الأولى : أن يتوب ؛ فهذا يتوب الله عليه. 

🍓الحالة الثانية : أن لا يتوب ، لكن يقام عليه الحد ؛ فهذا أيضا ؛يمحو الله ذَنْبَهُ 

🍓الحالة الثالثة : أن لا يتوب ، ولا يُقام عليه الحد ؛ فهذا تحت مشيئة الله ، قد يغفر الله له ، وقد يعذبه. 

 

🍄المتن : ثم قال المؤلف ومن لقيه وهو كافر عذبه ولم يغفر له "؛ 

يعني : أنَّ الكافر لا حيلة فيه ؛ إذا لقي الله بالكفر الأكبر ، أو الشرك الأكبر ؛

فهذا مخلد في النار ، ولا حيلة في نجاته من عذاب الله ، ولو أراد أن يفدي نفسه بملء الأرض ذهبا ؛ 

فأنه لا يفيده ، ولا يستطيع أحد أن يُخَلِّصَهُ من عذاب الله ؛ 

ولهذا قال المؤلف ومن لقيه وهو كافر ؛ عذبه ولم يغفر له" .

 

ومن الأدلة على ذلك ؛ قال الله تعالى:🌹 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (37) } (المائدة 36-37 ) ، 

وقوله تعالى : 🌹{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ } ( آل عمران 91 ) ،

 

وقد وردت أدلة على أن من لقي الله بالذنب ، وأُقيم عليه الحد ؛ أنه يُمحى عنه الذنب ، 

ومن لقيه ولم يُقم عليه الحد ؛ فهو تحت مشيئة الله ؛ إن شاء عذبه ، وإن شاء عفا عنه ، 

 

فمن هذه الأدلة : ما رواه الشيخان : البخاري ، ومسلم ، وغيرهما ، من حديث عبادة بن الصامت ، 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  وحوله عصابة من أصحابه - : 

🍀" بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، 

ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف ، 

فمن وفى منكم فأجره على الله ، 

ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، 

ومن أصاب من ذلك شيئاً ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه ، وإن شاء عاقبه ، 

قال : فبايعته على ذلك "  ( أخرجه البخاري واللفظ له ، ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد والحميدي )

 

*******************

Thursday, February 11, 2016

الدرس (٥٤) شرح أصول السنة

🌴الدرس (54) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

🌸حكم من لقي الله بذنب يجب له به النار:

 

🍄المتن : قال المؤلف رحمه الله تعالى : "ومن لقي الله بذنب يجب له به النار؛ تائبا غير مصر عليه، فإن الله يتوب عليه، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، 

ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا: فهو كفارته، كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن لقيه مصرا غير تائب من الذنوب التي قد استوجب بها العقوبة؛ فأمره إلى الله، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، 

ومن لقيه وهو كافر عذبه ولم يغفر له. 

ـــــــــــــــ 

يشير الإمام أحمد رحمه الله ، إلى عقيدة أهل السنة في أهل الكبائر الذين لقوا الله بذنب يجب لهم به النار.

 

وأصح ما قيل في تعريف الكبيرة؛

أن الكبيرة: كل ذنب ترتب عليه حد في الدنيا، 

أو وعيد في الآخرة بالنار، 

أو ورد لُعن فاعله، أو الغضب عليه.

 

ومن أمثلة الذنوب التي وجب فيها: حد في الدنيا :

الزنا؛ وفيه الرجم أو الجلد، 

ومثل السرقة فيها: قطع اليد، 

ومثل شرب الخمر: فيه الجلد. 

 

ومثل ما ورد فيه وعيد في الآخرة بالنارأكل مال اليتيم، فقدتوعد عليه بالنار،

كما قال تعالى:🌹 { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ } (النساء 10)، 

ومثل القتل ؛ تُوعِّدَ عليه بالنار، واللعنة، والغضب 

 

وزاد بعضهم في تعريف الكبيرة، فقال: يِدْخُل فيها: من قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم 🍀" ليس منا "، 

كما في حديث🍀 " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب " (أخرجه البخاري ومسلم)، 

وحديث 🍀" من غش فليس منا " (أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد، كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه)، 

وحديث 🍀" من حمل علينا السلاح فليس منا " (أخرجه البخاري ومسلم) ، 

 

وكذلك أدخل بعضهم في جملة الكبائر: من ورد فيه النص بنفي الإيمان عنه، 

كحديث:🍀 " لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " (أخرجه البخاري، وفي رواية لمسلم "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه")،

وحديث🍀 " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه)

 

فإذا لقي العبدُ الله بذنب يجب له النار ؛ تائبا ؛ غير مصر عليه ؛

فإن الله يتوب عليه ؛ إذا أتى التوبة بشروطها ؛

فإن الله يتوب عليه، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، 

كما قال الله تعالى: 🌹{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } (الشورى 25)،

وقال سبحانه وتعالى:🌹 { إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } (النساء 17)،

أي: يتوبون من قريب؛ قبل الموت ، إذا وُجدت الشروط، وهي 

 

💐أولا: أن تكون التوبة لله؛ خالصة لوجهه؛ لأن التوبة عبادة، فلا تكون لقصدٍ آخرٍ .

 

💐ثانيا: أن يُقلع عن المعصية، ويتخلى عنها .

 

💐ثالثا: أن يندم على ما مضى، ويتأسف.

 

💐رابعا: أن يعزم على عدم العود إليها مرة أخرى، 

فإن كان ينوي أن يعود إليها بعد رمضان مثلا، تاب توبة مؤقتة؛ فلا تصح، لا بد أن ينوي عدم العودة إليها. 

 

💐خامسا: أن تكون التوبة قبل الموت؛

لقوله صلى الله عليه وسلم :🍀 "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " (أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وأبو يعلى وابن حبان والحاكم، وصححه الحاكم والذهبي، وحسنه الترمذي، وحسنه الشيخ الألباني)

 

💐سادسا: أن تكون التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها في آخر الزمان؛

وفي الحديث :🍀 " أنه لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " . 

 

💐سابعا: أن تكون التوبة قبل نزول العذاب،

فإذا نزل العذاب فلا توبة؛

قال الله تعالى:🌹 { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا (غافر 84-85)؛

ففرعون تاب لما أدركه الغرق، لكن لما كانت توبته عند نزول العذاب؛ لم تنفعه هذه التوبة، 

 

قال الله تعالى: 🌹{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (يونس 90) .

فهذا فرعون قال عندما أدركه الغرقُ: آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل، وأنا من المسلمين،

لكنه قالها في وقت لا ينفعُ فيه الإيمان، 

فقال الله تعالى :🌹 { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } (يونس 91) ، 

أي: انتهى الأمر لما نزل العذاب ، فلم يَعُدْ إيمانك مقبولاً .

 

-----------------------------