Thursday, July 28, 2016

الدرس (٦٤) شرح أصول السنة

🌴الدرس (٦٤) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

تابع : 💐النفاق هو الكفر : 

 

ومثل الكفر الأصغر في هذا الباب : الشرك الأصغر، الذي لا يُخرجُ من الملة، 

وهو ما ورد تسميته من الذنوب شركاً، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر،

🌱مثل: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" (حديث صحيح آخرجه آبو داود والترمذي ، واللفظ له، وأحمد وابن حبان والحاكم ، وصححه الشيخ الألباني)

🌱ومثل : لما قال رجل للنبي ما شاء الله وشئت، قال:" أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده " (حديث صحيح آخرجه البخاري ،ابن ماجه وأحمد والطبراني، وصححه الألباني)،

🌱ومثل قول ابن عباس عن قوله تعالى: 🌹{فلا تجعلوا لله آندادا وأنتم تعلمون}(البقرة ٢٢)،

قال: "الأنداد : الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، 

وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلان، 

وتقول: لولا الله وفلان، 

وتقول: لولا هذا لأتى اللصوص، 

ولولا البط في الدار لأتى اللصوص"، 

فهذا كله من الشرك الأصغر.

 

وأما الظلم الأصغر، فهو ظلم المعاصي؛ 

كالمذكور في قوله تعالى:🌹 {ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون} (البقرة ٢٢٩)،

أي : يتعدى حدود الله في الرجعة والطلاق،

فهذا ظلم أصغر ، وهو ظلم المعاصي.

وكذلك : الفسق الأصغر، وهو فسق المعاصي 

كالمذكور في قوله تعالى: 🌹{والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبدا وأولئك هم الفاسقون} (النور ٤)،

هذا مثال على فسق المعاصي. 

 

والجهل نوعان : 🍂جهل أكبر، وهو جهل الكفر، 

🍂وجهل أصغر، وهو جهل المعاصي،

كقوله تعالى:🌹 {إنما لتوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} (النساء ١٧)،

يعني : يعملون المعصية بجهالة،

فالمقصود : الجهالة الصغرى، وهي جهالة المعاصي. 

 

وبهذا يتلخص : أن الكفر يكون أكبر، ويكون أصغر، 

وأن الأكبر خمسة أنواع، وهي التي سبق سردها.

وأما الكفر الأصغر فهي كالمعاصي التي سميت كفرا ولم تصل إلى حد الأكبر، 

وقد ذكر المؤلف منها ستة أمثلة.

 

وكذلك الشرك نوعان:  🍃أكبر، وهو المخرج من الملة، 

وهو أن يكون ناقضا من نواقض الإسلام، أو شركا فيالعبادة، 

🍃والشرك الأصغر: فهي المعاصي التي سُميت شركا، ولم تصل إلى حد الأكبر، 

مثل الحلف بغير الله،

وقول : ما شاء الله وشئت، ولولا الله وفلان، 

 

وأيضاً الظلم نوعان: 🌿ظلم أكبر، وهو ظلم الكفر والشرك، 

🌿وظلم أصغر، وهو ظلم المعاصي، 

 

والفسق كذلك نوعان: 📍فسق أكبر، وفسق الكفر والشرك، 

📍وفسق أصغر؛ وهو فسق المعاصي، 

 

والجهل أيضاً نوعان : 🌰جهل أكبر؛ وهو جهل الكفر، 

🌰وجهل أصغر؛ وهو جهل المعاصي.

 

*********************

Wednesday, July 27, 2016

الدرس (٦٣) شرح أصول السنة

🌴الدرس (63) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

🌸تابع : النفاق هو الكفر : 

 

🍃المثال الثاني: الذي ساقه المؤلف، وهو مما يدخل في هذا المعنى 

حديث :🍀 "لا ترجعوا بعدي كفارا ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض" (آخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد) 

وموضع الشاهد منه قوله: (كفارا)، 

🍓لكن هل القتال بين المسلمين، كفر يخرج من الملة؟ 

الجواب : أنه لا يخرج من الملة إلا إذا استحله، واعتقد أنه حلال ورأى ذلك ؛

ففي هذه الحال يكون اقتتاله كفراً أكبر؛

لأنه استحل أمراً معلوماً من الدين بالضرورة تحريمه ،

 

فإذا استحل قتل أخيه، أو قتل نفسه، أو استحل الزنى، أو الربا، أو الخمر، صار كافراً الكفر الأكبر بهذا الاعتقاد، 

أما مجرد القتل، أو الزنى، أو السرقة، وهو يعلم أنه عاصٍ، فهذا يكون معصية كبيرة، لكن لا تخرج من الملة. 

 

وهذا الحديث رواه الشيخان : البخاري ومسلم وغيرهما، من حديث جرير بن عبد الله، 

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع: 🍀 "استنصت الناس، فقال : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" (أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وأحمد) 

يعني : لا يقتل بعضكم بعضا، 

وقوله: (كفارا) ، هذا أيضاً على التغليظ ؛                            يعني : أنه من باب الوعيد، فهو كفر أصغر. 

 

🍃ومثل هذه الأحاديث ، قوله صلى الله عليه وسلم : 🍀"إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد) 

وهو حديث صحيح، رواه الشيخان: البخاري ومسلم وغيرهما من طريق الأحنف بن قيس عن أبي بكرة، مرفوعا، 

قال: 🍀" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار"،

فهذا أيضاً : على التغليظ والزجر ، وليس المراد أنهما يخلدان في النار أبد الآباد ؛

لأنه قال : "إذا التقى المسلمان" ؛ فسمَّاهما "مسلمين" . 

لكن إذا استحله صار بذلك كافراً .

وليس من ها الباب : قتال الصحابة فيما بينهم ؛

لأنه إنما وقع عن اجتهاد وعن تأويل، 

إذاً القتال عن اجتهاد وتأويل، ليس من هذا الباب، 

لكن إذا كان القتال عن هوى وعصبية، وبغي، وعدوان، وطاعة للشيطان، فهذا الذي ينصب عليه الوعيد.

وقوله: "في النار" ؛  يعني : أنه متوعد بالنار، وإذا دخلا  فلا يخلد فيها. 

 

🍃المثال الرابع: حديث : 🍀"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"  وهو حديث صحيح، 

وقوله: "وقتاله كفر" هذا أيضاً من باب الوعيد والتغليظ كما قال المؤلف. 

فيكون القتال على هذا : كفراً لا يخرج من الملة، إلا إذا استحله. 

 

🍃والمثال الخامس : قوله صلى الله عليه وسلم : 🍀"من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما" 

هذا الحديث رواه ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرئ قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما"

إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه، 

وفي لفظ: "من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما"  

فقوله: "قال لأخيه يا كافر وإلا رجعت عليه"، 

🍓هل يفيد هذا الفظ أنه يكون كفراً مخرجا من الملة، أو لا يكون كذلك ؟

الجواب : أنه لا يخرج من الملة؛ لأنه معصية، وكبيرة من كبائر الذنوب، إلا إذا استحله. 

 

وذكر المؤلف في هذا الباب ، حديث : 🍀"كفرٌ بالله تبرؤ من نسب وإن دق" هذا حديث حسن .

ومعناه : أن الإنسان إذا انتسب إلى غير أبيه ؛ فقد كفر ٫ 

 

ومثله ما جاء في الحديث الآخر عن أبي هريرة مرفوعاً :🍀 "لا ترغبوا عن آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كافر" (أخرجه البخاري ومسلم) .

 

وكذلك من انتسب من الموالي إلى غير مواليه ؛ فقد كفر. 

🍓فهل الكفر في هذه النصوص ، هو الكفر المِخرج من الملة ؟

الجواب : أن الكفر الذكور في هذه الأحاديث كفرٌ أصغر وكبيرة من كبائر الذنوب. 

وهذا على التغليظ كما قال المؤلف؛ لأنه ليس جحودا وليس شركا في العبادة. 

 

وقد يُضاف إلى ما سبق ، كفر النعمة ، الوارد في قوله تعالى : 🌹{وضربَ اللهُ مثلاً قريةً كانت ءامنةً مطمئنةً يأتيها رزقُها رغداً من كلِّ مكانٍ فكفرتْ بأنعمِ اللهِ }(النحل ١١٢) .

فهذا كفر أصغر لا يُخرج من الملة .

والأحاديث في هذا كثيرة،                                                        ولهذا قال المؤلف:🍄المتن : "ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحفظ فإنا نسلم له"، 

أي : نسلم أنه حديث للرسول -عليه الصلاة والسلام-.

 

🍄المتن : وقوله : "وإن لم نعلم تفسيرها"، يعني : الذي يخالف ظاهرها، 

🍄المتن : وقوله : "ولا نتكلم فيها، ولا نجادل فيها، ولا نفسر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت"، 

يعني نُبقيها كما وردت ، ولا نفسرها  تفسيراً يخالف الظاهر. 

🍄المتن : وقال: "لا نردها إلا بأحق منها". 

 

🌷فجمهور أهل السنة يرون أن تسميتها كفرا على الحقيقة إلا أنها كفر أصغر، 

🌷وأما الأحناف فيقولون : تسميتها (كفراً) ، هو من باب المجاز ، والكفر الحقيقي إنما ه الكفر الأكبر.

والصواب : أنه كفر حقيقي لكن لا يُخرج من الملة .

 

-----------------------------