Thursday, October 29, 2015

الدرس (٤٣) شرح أصول السنة

🌴الدرس (43) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

🌸أسئلة متنوعة:

 

أحسن الله إليكم وبارك في علمكم يقول السائل: ما الصحيح في لفظ جبريل 

هل هو كما تفضلتم به جبرائيل أم ماذا ؟ 

الجواب: جبريل فيه وجهان أو لغتان: يقال جبريل وجبرائيل، 

وكذلك ميكائيل وميكال، وإسماعيل وإسماعين، باللام والنون؛ وجوه، 

ويقال أيضاً: وبيت المقدس؛ وبيت المُقدَّس؛ وجهان. كل هذه وجوه، 

----------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: لم أفهم مراد من قال إن النبي رأى ربه بفؤاده ؟ 

الجواب: يعني: لم يره بعين رأسه، رآه بفؤاده؛ 

يعني: أعطاه الله زيادة علم؛ زيادة علم بفؤاده، ومنهم من قال: جعل الله له عينين في قلبه؛ رأى بهما.

---------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هل خالف الكلابية في تعريف الإيمان ومسماه؟

الجواب: الكلابية هم المنسوبون إلى عبد الله بن سعيد بن كلاب، 

ومذهب الأشاعرة متفرع عنهم، وهم مثل الأشاعرة؛ ينفون الصفات الفعلية، 

فمذهبهم واحد، وكذلك الماتريدية، فهم والأشعرية والكلابية متقارب. 

---------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هل الأنبياء معصومون عن الكبائر قبل بعثتهم إلى قومه؟ 

وإذا كان الجواب: نعم فما هو الجواب عن قتل موسى النفس التي لم يؤمر بقتلها ؟ 

الجواب: الأنبياء ليسوا معصومين،  

قال الله تعالى: { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } (الضحى 7)،

لكونهم غير معصومين قبل النبوة، حصل القتل من موسى،

ولكن الله صان نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، 

فلم يحضر عيدا، ولم يشرب خمرا، ولم يعبد صنما.

لكن الأنبياء بعد النبوة، معصومون عن الشرك بالله، وعن كبائر الذنوب، وعن الخطأ في التبليغ عن الله، 

لكن قد تقع منهم الصغائر، ولهذا قال الله عن موسى:🌹 { إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} (القصص 16)،

وقال للنبي:🌹 { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ } (محمد 19)، 

وقد يصدر منهم ما هو خلاف الأولى، 

لكنهم معصومون عن الشرك، وعن الكبائر وعن الخطأ في التبليغ عن الله 

------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: ما هو غضب الرب الذي يقصد به الأنبياء يوم القيامة ؟ 

الجواب: وصفه -سبحانه وتعالى- إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، 

أي: هم يخشون آثار غضب الله، الذي هو انتقامه؛ لأن من آثار الغضب الانتقام.

وفي الحديث دليل على أن الصفة تتفاوت؛ فكلامه تعالى يتفاوت، وكذلك رضاهُ يتفاوت، والذي من آثاره الإثابة والإنعام.

فالحاصل: أن الأنبياء في ذلك الموقف العصيب يخافون من آثار ذلك الغضب.

-------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: لو أعدتم الأمور العشرة في مراحل يوم القيامة بالترتيب ؟ 

الجواب: قلنا أولا: النفخ في الصور: نفخة الصعق والموت، النفخة أولها فزع، وآخرها موت.

ثم نفخة البعث؛ يبعث الله فيها الأجساد، ثم حشر الناسوالوقوف بين يدي الله للحساب، ثم الشفاعة، 

ثم تطاير الصحف بالأيمان وبالشمائل، ثم الورود على الحوض، ثم وزن الأعمال، ثم المرور على الصراط، ثم الجنة أو النار.

-----------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل لماذا خص المصنف -رحمه الله- ذكر الدجال من بين العلامات الكبرى في هذه الأصول ؟ 

الجواب: لأنها أدلتها في الصحيحين، 

والعلماء يختلفون في مثل هذه المسائل، كما تجده في كتب الاعتقاد؛

فبعضهم يذكر المهدي، والدجال، ونزول عيسى، 

وبعضهم لا يذكر المهدي، لأن أحاديثه ليست في الصحيحين، لكنها ثابتة؛ 

أما الدجال فأحاديثه في الصحيحين وفي غيرهما، ولأن فتنته عظيمة.

ومن الأدلة على ثبوت المسيح الدجال، ما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاستعاذة من أربع في آخر الصلاة، قال:🍀 " إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع؛ يقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال " لأن فتنته عظيمة،

كما في صحيح مسلم: " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أو أمرٌ أعظم من الدجال أو أكبر من الدجال"

------------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هل انتفاخ الأهلة من علامات الساعة الصغرى ؟ 

الجواب: نعم ذكر بعضهم أن انتفاخ الأهلة من علامات الساعة، 

ذكر هذا السفاريني في عقيدته، وذكر الدليل في هذا، 

وقال: إن من علامات الساعة يعني الصغرى، انتفاخ الأهلة؛

يعني: أنها تكبر الأهلة، حتى يقال للهلال: ابن ليلتين؛ في أول ليلة.

-------------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: كيف نرد على من قال إن الدجال غير موجودٍ الآن؛ مستدلا بالحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مجلس له مع أصحابه: أنه بعد مائة سنة، لا يبقى أحدٌ على الأرض ممن هو عليها الآن ؟

الجواب: نعم هذا الحديث حديث صحيح، وقد ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في آخر حياته: 🍀"لا يأتي مائة سنة وعلى الأرض ممن هو على ظهرها اليوم أحد"؛

يعني أن مائة سنة، لا يبقى على الأرض ممن هو اليوم على ظهرها، وكل الموجودين يموتون، 

ثم يأتي من بعدهم أحفادهم وأبناءهم

 

وجاء في صحيح مسلم، حديث فاطمة بنت قيس، وهو حديث صحيح، في قصة تميم الداري، أنهم ركبوا البحر،وأنه لعب بهم البحر شهرا، وأنه أفضى بهم إلى جزيرة، وجدوا فيها رجلا عظيم الخلقة، بالسلاسل وسألوه حتى قال لهم إنه الدجال، فجاء تميم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس، 

وقال لهم:🍀 "إن تميماً الداري وافق ما قلت لكم".

 

فكان الأولى بالسائل أن يقول: كيف الجمع بين الحديثين، وكلها واردة في الصحيح ، 

والجواب: أن حديث "مائة سنة" عام، وحديث الدجال خاص، فيكون مستثنى من النص العام، وبذلك يزول الإشكال.

---------------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هناك من ذكر أن ما يوزن هو ثلاثة أشياء ؟ 

الجواب: نعم، هناك من ذكر بأن الذي يوزن هو ثلاثة أشياء: الأعمال، وصاحب العمل، وصحائف الأعمال، 

وهناك من ذكر أنها اثنان: الأعمال وصاحبها فقط، فهل هذا الخلاف لفظي أم معنوي ؟ 

الجواب: الظاهر أنه لفظي؛ لأن الأعمال وصحائفها شيء واحد؛

فالأعمال تُكْتب في الصحائف: فهي إذن شيء واحد؛ فتكون الصحائف تابعة للأعمال.

-------------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هل طلب الدعاء من الميت من أقسام الشرك الأكبر أم الأصغر مع التفصيل ؟

الجواب: هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، 

إذا دعا الميت، ولم يسأله؛ كأن يقول له: يا فلان ادع الله لي؛ يخاطب الميت، ولم يطلب منه المعونة المباشرة،

قولين لأهل العلم، 🍃القول الأول أنه يكون شرك، وهذا هو الصواب، لأنه دعا غير الله،                      🍃والقول الثاني العلم في هذا قولان. 

أما إذا قال: يا فلان  اغفر لي، أو ارحمني، أو اشفع لي: فهذا شرك، 

لكن لو قال: يا  فلان اعد الله لي – يخاطب الميت – فهل يكون شركاً؟

على قولين لأهل العلم – كما تقدم - :

🌱القول الأول: أنه يكون شركاً، وهذا هو الصواب؛ لأنه دعا غير الله، 

🌱والقول الثاني: أنه يكون بدعة ولا يكون شركاً؛ لأنه لم يطلب منه أن يغفر له؛ 

وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. 

والصواب: القول الأول؛ أنه شرك؛ لأنه دعاء لغير الله، فالنصوص تشمله بعمومها؛ 

لأن من دعا غير الله فقد أشرك،

كما قال تعالى :🌹 { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ﴿١٣﴾ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ ﴿١٤﴾} (فاطر 13-14)،

فسمَّى من دعا غير الله مشركاً ولم يستثن.

--------------------------

أحسن الله إليكم هذا سائل من فرنسا يقول: عندنا في فرنسا في أيام الصيف يطول اليوم حيث لا يغيب الشفق الأحمر إلا بعد منتصف الليل، وصلاة الفجر مبكرة حيث إن الزمن الذي بينها وبين صلاة العشاء لا يتجاوز ثلاث ساعات ونصف، فهل يجوز للمسلم في هذه الحالة أن يجمع؟ خاصة العمال الذين يشتغلون مبكرا، وينبغي عليهم أن يأخذوا قسطا من الراحة ؟

الجواب: ليس له ذلك، ولا يجوز الجمع إلا من عذر، يجوز للمريض وللمسافر، 

أما أن يجمع بدون عذر، ومن أجل العمل، فليس له ذلك، بل عليه أن يتكيف مع أداء الصلاة في أوقاتها

--------------------------

Friday, October 23, 2015

الدرس (٤٢) شرح أصول السنة

🌴الدرس (42) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

🌸أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم

هؤلاء الروافض هم الذين غلوا في أهل البيت، 

وعبدوهم من دون الله، وكَفَّروا الصحابة، وسبوهم، وعادوهم، 

وتكفير الصحابة ومعاداتهم تكذيب لله؛ 

لأن الله زكاهم، وعدلهم، ووعدهم الجنة؛ 

قال تعالى🌹: { وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ۚ } (النساء 95)، وهي الجنة، 

وقال🌹: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } (الفتح 18)،

وقال صلى الله عليه وسلم:🍀 "لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة"، 

وقال تعالى🌹: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ} (التوبة 100)، 

وقال:🌹 { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}(الفتح29)،

ثم قال في آخر الآية🌹: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِمِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾}(الفتح 29)، 

فمن كفرهم فقد كذب الله، ومن كذب الله كفر. 

 

فعلى هذا: يكون الروافض كَذَّبوا الله، فيكونون كفارا، 

وكذلك هم كذبوا الله في أن القرآن محفوظ،

وزعموا أن القرآن لم يبق منه إلا الثلث، وأنه ضاع ما يقرب من ثلثيه، 

وهذا تكذيب لله في قوله:🌹 { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُلَحَافِظُونَ }(الحجر 9)، 

 

فمن عقائدهم الباطلة: 

أن الصحابة كفروا وارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، 

وأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن الخليفة بعده عليّ بن أبي طالب،

لكن الصحابة أخفوا النصوص بذلك !!

ثم ادعوا أنه نص على الخلفاء من بعدهم، وأن الخليفة الثاني هو الحسن بن علي،

والخليفة الثالث: الحسين بن علي، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي الباقر، 

ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم، 

ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي الجواد، 

ثم علي بن محمد الهادي، ثم الحسن بن علي العسكري، 

ثم الثاني عشر: محمد بن الحسن، الخلف، الحُجة، المهدي المنتظر،

الذي دخل سرداب سامراء في العراق سنة ستين ومائتين، ولم يخرج إلى الآن. 

 

فالرافضة يزعمون أن هؤلاء الأئمة؛

نصَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أيضاً معصومون؛

يعني: لهم العصمة؛ لئلا يُخلي اللهُ العالمَ من لُطفه ورحمته،

 

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن هؤلاءالاثنى عشر هم الخلفاء والأئمة من بعده، 

فيكون الصحابة بهذا قد كفروا وارتدوا؛ لما أخفوا النصوص، وولوا أبا بكر وعمر؛ زوراً وبهتاناً، ثم ولوا عثمان؛ زورا وبهتانا، ثم وصلت النوبة إلى الخليفة الأول علي.

وقولُ الروافض هذا تكذيب لله؛ لأن الله زكَّى الصحابة،وعدَّلهم، ووعدهم الجنة. 

 

والعجيب أن محمد بن الحسن الذي يسمونه المهدي، مات أبوه الحسنُ بن علي العسكري مات عقيما، ولم يعقّب!!

لكن الرافضة اختلقوا له ولداً، وزعموا أنه دخل السرداب سنة ستين ومائتين، وما خرج إلى الآن!

وقالوا إن أمر الأمة موقوف على خروجه، 

وأنه ليس هناك طريق للسعادة، ولا دخول الجنة، إلا عن طريق هذا الإمام الذي دخل السرداب!

 

وعلى هذا: يكون أول الأشقياء المعذبين؛ هم الرافضة؛

لأنهم ما عرفوا حاله ولا عرفوا ما يأمر به، ولا ما ينهى عنه؛ فيكونون هم الأشقياء حقاً.

 

ثم كيف يعلق الله أمر الأمة على شخص موهوم

والمرأة إذا تأخر عنها زوجها، وغاب عنها زوجها، ورفعت أمرها إلى الحاكم؛ يفسخ عقدها؛ لرفع الضرر عنها، فكيف تُجعل الأمة كلها مربوطة بشخص موهوم، لا حقيقة له، 

ويقال: لا طريق ولا جهاد حتى يخرج المهدي؟!

لأنهم يقولون: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي من السرداب،

وينادي مناد من السماء: أن اتبعوه!!

فمهديُّ الشيعةِ خرافة لا حقيقة له؛ لأنه لا وجود له أصلاً، ومات أبوه عقيماً؛ ولم يولد له، 

ولو قُدِّر أنه موجود فكيف يعيش هذه المدة في السرداب،

وقد مضى عليه كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أربعمائة سنة، - وهذا في زمانه 

ونحن نقول: مضى عليه ألف ومئتا سنة ولم يخرج إلى الآن. فهو شخص خرافة لا حقيقة له.

 

وأما بقية فرق الشيعة، كالزيدية وغيرها، فإنهم يفضلون عليا على عثمان، هؤلاء مبتدعة، 

مع أن علياً رضي الله عنه طلب الذين يسبون أبا بكر وعمر؛ ليقتلهم، 

وطلب الذين فضلوه على عثمان؛ ليجلدهم ثمانين جلدة؛حد المفتري.

 

ويروى عن الإمام أحمد -رحمه الله- أن من سب الشيخينأبا بكر وعمر: كفر.

وروي عن الإمام أحمد أيضا، أنه يكَفِّر من كَفَّرَ الشيخين أو سبهما، 

وهذا التكفير يشمل من كَفَّرَ الصحابة كلهم؛ لأنه تكذيب لله الذي عدّلهم في القرآن، وأثنى عليهم، 

أما السب فهذا فيه تفصيل، إن سبهم لدينهم: كَفَرَ، 

وإن سبهم للغيظ الذي في قلبه، فإنه يكون فاسقا، 

وأما سبُّ أو تكذيب الواحد والاثنين من الصحابة فلا يُعد كفراً.

والنواصب عكسهم، وهم الذين عادوا أهل البيت 

فإنهم يسمون: النواصب وهم الخوارج الذين ينصبون العداوة لأهل البيت.

 

ففي مقابل الروافض الذين عبدوا أهل البيت: النواصب،

فهما في أهل البيت على طرفيْ نقيض، 

فالنواصب عادوهم، وأبغضوهم، وكفروهم، 

ومذهب السلف وسط بين الروافض والنواصب، 

يحبون أهل البيت، ويوالونهم، ولكن لا يعبدونهم من دون الله، 

ويحبون الصحابة ويوالونهم وينزلونهم منزلتهم اللائقة بهم،

بالعدل، والإنصاف، لا بالهوى، والتعصب والاعتساف.

 

فعقيدة أهل السنة والجماعة: أن الصحابة  رضوان الله عليهم  خير الناس، وأفضل الناس بعد الأنبياء:

لا كان ولا يكون مثلهم، 

وأولهم: الخلفاء الراشدون، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم أهل بدر، ثم يليهم المهاجرون والأنصار، ثم أهل بيعة الرضوان؛ الذين بايعوا تحت الشجرة، وكانوا ألفاً وأربعمائه.

 

******************