Wednesday, April 1, 2015

الدرس (٢٦) شرح أصول السنة

🌴الدرس (26) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

تابع: 🌸الإيمان بالميزان يوم القيامة:

 

ومن الأدلة على ثبوت الميزان ما رواه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما 

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 🍀"كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

وهذا آخر حديث في صحيح البخاري، 

 

الشاهد: قوله: "ثقيلتان في الميزان" ففيه إثبات الوزن. 

 

ومن الأدلة أيضا حديث البطاقة، وهو حديث مشهور، رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، من طريق الليث بن سعد، وسند الحديث صحيح، وهو أرجى حديث لأهل المعاصي،

ونص الحديث: عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

🍀"إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر سيئات، ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا رب، فيقول: ألك عذر؟ أو حسنة؟ فيبهت الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم عليك، فتُخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فتوضع السجلات في كفة قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم".

 

فلما ثقلت البطاقة: نجا. 

قال الله سبحانه:🌹 { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(الأعراف 8).

 

فهذا أرجى حديث لأهل المعاصي، هذا فيه إثبات الميزان.

لكن كيف نجا هذا الرجل؟ أليس كل مسلم له مثل هذه البطاقة (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)؟ فكل مسلم يشهد بذلك، وكثير من العصاة يعذب في النار، وله مثل هذه البطاقة، فلماذا نجا هذا الرجل دون غيره، مع أن كل شخص من المسلمين له مثل هذه البطاقة، لو لم يعط له مثل هذه البطاقة ما صار مسلما؟.

 

الجواب: أن هذه البطاقة التي فيها تلك الكلمات، قالها هذا الرجل عن إخلاص، وعن صدق وعن توبة، وقد يكون قالها عند الموت؛ عن توبة، وإخلاص، وصدق، فأحرقت الشبهات والشهوات، وأحرقت السيئات، لما قالها عن إخلاص، وصدق؛                                                                     فامتلأ قلبه بمحبة الله، وامتلأ قلبه بحقائق الإيمان، لم يقلها عن غفلة، وذهول، بخلاف غيره، فإنه قالها بإخلاص؛ لكنه إخلاص ضعيفٌ. 

فإذا قال الشخص: لا إله إلا الله، وضعف الإخلاص؛ تأتي الشبهات والشهوات، 

فإذا قوي الإخلاص والتوحيد؛ فلا يمكن أن يصر الإنسان على معصية؛

ولذا طاشت السجلات، وثقلت البطاقة،

لكن إذا ضعفت كلمة التوحيد؛ جاءت الشبهات والشهوات، فأصر على المعصية، ومات على الكبيرة، من غير توبة، فيُعذب، ويكون تحت مشيئة الله. 

 

أما أهل البدع كالمعتزلة، فإنهم خالفوا أهل السنة والجماعة، وأنكروا الميزان، 

وقالوا: ليس هناك ميزان حسي له كفتان.

وسبب إنكار المعتزلة للميزان؛ لأنهم يعتمدون على عقولهم، ولا يعتمدون على النصوص،

بل يجعلونها وراءهم ظهريا.

فبسبب اعتمادهم على العقل، أنكروا كثيراً من الحقائق الغيبية، ومنها: الميزان، واستطراداً للفائدة.

 

نذكر أصولهم الخمسة هي: التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، وإنفاذ الوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

🌱والتوحيد ستروا تحته معنى باطلاً: وهو: القول بنفي الصفات، وخلق القرآن ، ونفي رؤية الله في الآخرة.

🌱والعدل: ستروا تحته: التكذيب بالقدر.

🌱والمنزلة بين المنزلتين: قالوا: بأن مرتكب الكبيرة، ليس بمسلم ولا كافر، بل في منزلةٍ بينهما، وحكموا بتخليده في النار. 

🌱وإنفاذ الوعيد: قالوا: بنفي الشفاعة عن أهل المعاصي.

🌱والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أجازوا الخروج على أئمة الجور بالسيف.

أما العقل فقد قدموه على النصوص، 

وقالوا: إن العقل كاف في إقامة الحجة، 

وأما الكتاب والسنة فهما زائدان احتياطيان؛ بمثابة الشهود الزائدين على النصاب،

كما لو طلب القاضي شاهدين، ثم أتيت بأربعة شهود، يأخذُ القاضي شاهدين، والباقي يكون احتياطاً.

فذكرهم للكتاب والسنة هو على سبيل الاحتياط؛ لأن العقل عندهم كاف، 

ولهذا يقولون أيضاً: مثل الكتاب والسنة بالنسبة للعقل، كمثل المدد اللاحق بجيش؛ والجيشُ مستغن عنه! حتى غلا على المعتزلة في العقل 

وقالوا في قول الله تعالى:🌹{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}(الإسراء 15) 

قالوا: الرسول: العقل. 

 

ومن هذا المبدأ أنكروا الميزان الحسي، وقالوا: ليس هناك ميزان حسي أبدا،

وإنما النصوص التي فيها إثبات الميزان المراد بهاالعدل، 

والله لا يحتاج إلى الميزان!! فانظر إلى سخافة عقول هؤلاء!!

قالوا: لا يحتاج إلى الميزان إلا البقال والفوال، فالذي يحتاج إلى ميزان هو الذي يزن،

أما الرب فلا يحتاج إلى ميزان؛ لأنه يعدل بين عباده بدون ميزان!!

أرأيتم كيف قابلوا النصوص بعقولهم الفاسدة، وآرائهم الكاسدة، 

وكذبوا بالنصوص التي فيها إثبات الميزان الحسي؟!.

 

وعنى المؤلف بقوله: "والإعراض عمن رد ذلك، وترك مجادلته"

المعتزلة الذين ردوا النصوص، وأشار إلى ترك مجادلتهم، ولكن نبيّن له النصوص، 

فإن قبلوها؛ فالحمد لله، وإن تركوها؛ فلا نجادلهم.

 

***************

الأسئلة التالية للفائدة وتثبيت المعلومات بإذن الله وليس المطلوب إرسال الإجابة.

تابع: 🌸الإيمان بالميزان يوم القيامة:

(1) اذكري من الأدلة على ثبوت الميزان؟

(2) كيف نجا هذا الرجل؟ 

(3) ماذا فعلوا أهل البدع كالمعتزلة؟ فصّلي

(4) اذكري أصول المعتزلة الخمسة؟ فصّلي

(5) ما موقفهم بالنسبة للعقل؟ والكتاب والسنة؟

(6) يقولون الكتاب والسنة بالنسبة للعقل ماذا؟

(7) في قول الله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}(الإسراء 15)، ما تفسيرهم للرسول؟

(8) ماذا قالوا بالنسبة للميزان؟

(9) من هم الذين ردوا النصوص؟ وماذا يجب تجاههم؟

 

***************

No comments:

Post a Comment