الدرس (27) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
🌸الله يكلم العباد يوم القيامة
وأن الله يكلم العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح
قال: من أصول السنة: الإيمان بأن الله تعالى يكلم العباد يوم القيامة؛ ليس بينهم وبينه ترجمان.
الترجمان: الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة؛
يقال له: ترجمان. مترجم.
فالإمام رحمه الله يقول: إن من عقيدة أهل السنة والجماعة،
ومن أصول السنة: الإيمان بأن الله يكلم العباد يوم القيامة؛ ليس بينهم وبينه ترجمان؛
أي: يكلمهم بلا حجاب.
وهذا تصديقاً للحديث الصحيح الذي رواه البخاري، وأحمد، والترمذي، وابن ماجه،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:🍀 "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه".
وجاء في الحديث الآخر:🍀 "يدني المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع عليه كنفه"؛
أي: يستره عن الناس؛ فلا يفتضح، - وهذا من ستر الله على المؤمن - ،
"فيذكره ببعض غدراته في الدنيا، ويقول به: ألم تفعل كذا، ألم تفعل كذا، ألم تفعل كذا، فيقول: بلى يا رب، فيقول: يا رب ألم تغفرها لي؟ فيقول الرب: ؛ بمغفرتي بلغت منزلتك هذا".
وجاء في الحديث الآخر: ولفظه: عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 🍀"إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر أهل النار خروجاً منها، رجل يؤتى به يوم القيامة، فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا. وعملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول: رب! قد عملت أشياء لا أراها هنا"، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، واللفظ للإمام مسلم.
فهذا فيه إثبات أن الله تعالى يكلم المؤمنين يكلم العباد يوم القيامة،
وفيه إثبات البعث والجزاء والحساب،
ومن كذب بالبعث أو كذب بيوم القيامة؛ فهو كافر بنص القرآن وبالإجماع،
قال الله تعالى: 🌹{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }(التغابن 7).
فائدة في معنى الترجمان: هو الذي ينقل الكلام من لغة إلى لغة،
🌱يقال: تَرْجَمان بفتح التاء والجيم،
🌱والوجه الثاني: تُرْجُمان بضم التاء والجيم،
🌱وقيل: فيها أيضاً وجه ثالث وهي: تُرْجَمان بضم التاء وفتح الجيم،
وعلى هذا فلا يُغلَّط أحدٌ إذا قال: تَرْجَمان، تُرْجُمان، تُرْجَمان، ثلاث لغات مشهورة.
والمعنى – كما تقدم -: أن الله تعالى يكلّم العبادَ بدون واسطة، ولا حجاب.
فلا بد من الإيمان بذلك؛
لأن هذا من عقيدة أهل السنة والجماعة،. ومن أصولهم الاعتقادية.
وكما مضى: فإن تلك الأحاديث فيها: إثبات البعث والجزاء،والحساب؛
ومعلوم أن إثبات البعث، والجزاء، والحساب، من أصول الإيمان الستة،
وأن من كذب بذلك: كفر،
قد أمر الله نبيّه أن يقسم على البعث والساعة في ثلاثة مواضع،
قال سبحانه:🌹 { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}(التغابن 7) أقسم على البعث، وكَفَّرَ من أَنْكَرَهُ.
وقال سبحانه:🌹 {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ}(يونس 53)؛ يعني البعث
🌹{قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}(يونس 53)؛
وقال سبحانه: 🌹{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ }(سبأ 3).
فهذه ثلاثة مواضع أمر الله فيها نبيه أن يقسم على البعث، والقيامة، والساعة.
فهذا أصل من أصول الإيمان، فمن كذَّبَ بالبعث، أو بالجزاء، والحساب يوم القيامة،
أو بالجنة أو بالنار: فهو كافر؛ لأنه مُكَذِّبٌ لله،
ومن كَذَّب اللهَ: كفر.
***************
الأسئلة التالية للفائدة وتثبيت المعلومات بإذن الله وليس المطلوب إرسال الإجابة.
الله يكلم العباد يوم القيامة
(1) أكملي: من أصول السنة: الإيمان......
(2) ما معنى: الترجمان؟ وماذا يقال له أيضاً؟ وما معنى ذلك؟
(3) اذكري الأدلة من السنة على ذلك؟
(4) هذه الأدلة فيها إثبات لماذا؟
(5) من كذب بالبعث أو كذب بيوم القيامة؛ فما حكمه بنص القرآن وبالإجماع؟ مع ذكر الدليل. ولماذا؟
(6) اذكري الأوجه المختلفة لقراءة كلمة ترجمان؟ وما الفائدة من توضيح ذلك؟
(7) قد أمر الله نبيّه أن يقسم على البعث والساعة في ثلاثة مواضع، اذكريها.
***************
No comments:
Post a Comment