Thursday, March 26, 2015

الدرس (٢٥) شرح أصول السنة

الدرس (25) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

                                                                                                       🌸الإيمان بالميزان يوم القيامة:

والإيمان بالميزان يوم القيامة كما جاء، يوزن العبد يوم القيامة، فلا يزن جناح بعوضة، وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر، والإيمان به والتصديق به، والإعراض عن من رد ذلك، وترك مجادلته . 

ـــــــــــــــ 

من أصول السنة التي بيَنها الإمام وقررها: الإيمان بالميزان يوم القيامة، 

وأنه كما جاءالأخبار: يُوزن العبد يوم القيامة، فلا يزن جناح بعوضة، 

وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر أيضاً، 

والإيمان به والتصديق به واجب، 

وكذلك: الإعراض عمن رد ذلك وترك مجادلته. 

 

فأهل السنة يؤمنون بالميزان، وأنه ميزان حسي؛ 

توزن فيه أعمال العباد، 

وأن له كفتين عظيمتين؛ 

الكفة الواحدة أعظم من أطباق السماوات والأرض، 

ولهذا جاء في الحديث:🍀 "إن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله".

 

لكن ما الذي يوزن في هذا الميزان؟ 

الجواب: توزن فيه الأعمال، ويوزن الأشخاص، 

فتوزن الأعمال، فتكون الحسنات في كفة والسيئات في كفة، 

فمن ثقلت موازينه: نجا وسعد، 

ومن خفت ميزان حسناته، وثقلت ميزان سيئاته: هلك، 

قال الله تعالى: 🌹{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴿٦﴾ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴿٨﴾ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴿٩﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴿١٠﴾ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴿١١﴾}(القارعة 6-11)

 

وقال تعالى:🌹 {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ  ﴿٨﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴿٩﴾}(الأعراف 8-9)،

 

وقال سبحانه:🌹 { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ  ﴿١٠١﴾ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٢﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣﴾تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿١٠٤﴾}(المؤمنون 101-104).

 

فهذه الأدلة كلها تثبت الميزان، وأن الأعمال توزن، 

وأن الحسنات تكون في كفة، والسيئات في كفة، 

وأنه ميزان حسي حقيقي، 

وكذلك يوزن الأشخاص، ويكون ثقل الأشخاص وخفتهم، على حسب العمل، 

فإذا كان عمله حسنا: ثقل ولو كان خفيفا، 

أي: ولو كان خفيف الوزن في الدنيا. 

 

🌴والدليل على أن صاحب العمل يُوزن، 

ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان جالسا وحوله بعض أصحابه، وأمامهم عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل، فكشفت الريح عن ساقيْ عبد الله بن مسعود، فضحك الصحابة، 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مم تضحكون؟" 

قالوا: من دقة ساقيه يا رسول الله – وكان دقيق الساقين -، 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:🍀 "والذي نفسي بيده لهما في الميزان يوم القيامة أثقل من جبل أحد" قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ساقيْ ابن مسعود الدقيقتين: "لهما في الميزان أثقل من جبل أحد".                                          فما الذي ثقلهما؟ العمل الصالح. 

 

وقال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: 

🍀"إنه ليأتي بالرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة"، 

وقال اقرؤا: 🌹{ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴿١٠٥﴾}(الكهف 105)

وقال تعالى في الآيات التي قبلها، مبيناً أن ما أصابه بسبب عمله السيء: 

🌹{ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَهم جَمْعًا ﴿٩٩﴾ وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا ﴿١٠٠﴾ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا  يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ﴿١٠١﴾ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا ﴿١٠٢﴾قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤﴾}(الكهف 99-104).

 

والأحاديث الصحيحة التي وردت في إثبات الميزان كثيرة ذكرنا طرفاً منها، 

يُضاف إليها: حديث النواس بن سمعان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 

"الميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويخفض آخرين"،  رواه الإمام أحمد، وابن أبي عاصم في السنة وغيره، 

ومنها حديث سلمان الفارسي، قال: "يوضع الصراط يوم القيامة وله حد كحد الموسى "، 

قال: "ويوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت، 

فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا؟ 

فيقول الله تعالى: لمن شئت من خلقي،                          فتقول الملائكة: ربنا ما عبدناك حق عبادتك".

 

----------------------------

الأسئلة التالية للفائدة وتثبيت المعلومات بإذن الله وليس المطلوب إرسال الإجابة.

🌸الإيمان بالميزان يوم القيامة:

(1) اذكري من أصول السنة التي بيَنها الإمام وقررها؟ وماذا جاء في الإخبار؟

(2) بماذا يؤمن هل السنة؟ مع ذكر الدليل

(3) ما الذي يوزن في هذا الميزان؟ مع ذكر الأدلة.

(4) ما الأدلة على أن صاحب العمل يُوزن؟

(5) اذكري من الأحاديث الصحيحة التي وردت في إثبات الميزان.

 

----------------------------

No comments:

Post a Comment