🌴الدرس (24) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
تابع: 🌸الأيمان بالرؤيا يوم القيامة:
والدليل الثاني: حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه
يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليلة حجابه النور"
وفي رواية أبي بكر: "لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"
يعني: أن الله تعالى يحتجب عن خلقه بالنور،
لو كشف هذا الحجاب؛ لاحترق الخلقُ كلهم، ومنهم محمد، أليس من خلقه؟
فلو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، ومحمد من خلقه؛
ولأن البشر لا يستطيعون أن يثبتوا لرؤية الله، ولا لتجلي الله في الدنيا،
بدليل أن موسى لما سمع كلام الله في الدنيا طمع في رؤيته
وقال: رب سمعت كلامك 🌹{رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ }(الأعراف 143)
فقال الله لموسى:🌹 {لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّمَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ }(الأعراف 143)
فلما تجلى الله للجبل ماذا حصل؟ اندك وانساخ كما قال تعالى:🌹{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا ۚ }(الأعراف 143) أي: صعق وغشي عليه
🌹{فَلَمَّا أَفَاقَ}(الأعراف 143) من غشيته
🌹{قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}(الأعراف 143)
بأنه لا يراك في الدنيا أحد، إلا مات، ولا جبل إلا تدهده.
فلا يستطيع أحد أن يثبت لرؤية الله في الدنيا،
لكن في يوم القيامة ينشأ الناس تنشئة قوية،
يثبتون فيها لرؤية الله، فيراه المؤمنون؛
ولأن رؤية الله نعيم، نعيم ادخره الله لأهل الجنة، ليس لأهل الدنيا،
بل أعظم نعيم يُعطاه أهل الجنة هو: رؤيتهم لربهم عز وجل.
فإذا كشف الحجاب -سبحانه وتعالى- ورآه المؤمنون،
نسوا ما هم فيه من النعيم، من عظمته.
وهو الزيادة التي قال الله:🌹 {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ۖ }(يونس 26).
فجموع ما تدل عليه هذه النصوص:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعيني رأسه، وإنما رآه بعيني فؤاده.
🌼ومن العلماء من قال: جعل الله له عينين لفؤاده،
🌼وأما قول بعض العلماء: التكليم لموسى، والخلة لإبراهيم، والرؤية لمحمد، فهذا ليس بصحيح،
بل التكليم لموسى ولمحمد، والخلة لإبراهيم ولمحمد، والرؤية ليست لأحد.
هذا هو الصواب. والله أعلم.
ولهذا قال المؤلف -رحمه الله- " والنبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: 🍀"رأيت ربي في أحسن صورة " فهذه رؤيته في المنام،
ورؤية الله في المنام حق أثبتها جميع الطوائف، كما قال الشيخ،
فجميعُ الطوائف تثبت رؤية الله في المنام إلا الجهمية،
وهذا من شدة إنكارهم لرؤية الله في الآخرة، أنكروا رؤيته في المنام أيضاً.
والرؤية في المنام لا يلزم منها المشابهة،
فقرر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن الإنسان يرى ربه على حسب معتقده،
فإن كان اعتقاده سليما، رأى ربه في صورة حسنة،
وإن كان اعتقاده سيئا، رأى ربه في صورة تناسب اعتقاده،
ولا يلزم من ذلك التشبيه،
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أصح الناس اعتقادا قال: 🍀"رأيت ربي في أحسن صورة
فقال: يا محمد! فقلت: لبيك ربي وسعديك، فقال فيم يختصم الملأ الأعلى؟
قلت: لا أدري، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمتُ ما بين المشرق والمغرب،
قال يا محمد، فقلت: لبيك وسعديك قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟
فقلت: في الدرجات والكفارات، وفي نقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة..."
وشرح الحافظ ابن رجب في رسالة سماها شرح حديث اختصام الملأ الأعلى.
هذا هو معنى قول المؤلف: "وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح" رواه قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس،
ورواه الحاكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما –
ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس".
قال المؤلف -رحمه الله-: "والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم"؛
يعني: الأحاديث الواردة في هذا الباب، على ظاهرها في إثبات الرؤية،
وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة؛
فالحديث يُحمل على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم،
والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء؛ على ظاهره، ولا نناظر فيه أحدا.
هذا الكلام يؤيد ما قاله شيخ الإسلام -رحمه الله-، وما قاله ابن القيم -رحمه الله-
من أن الإمام أحمد -رحمه الله- لم يقل بأن الرسول قد رأى ربه بعيني رأسه،
قال: إنما قال: والنبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه، رأى ربه مجملا؛
يعني رأى ربه بفؤاده، لا بعين رأسه،
وقال -رحمه الله- وليس قول ابن عباس: أنه رآه، نقضا لهذا، ولا قوله: رآه بفؤاده.
وقد صح عنه أنه قال: "رأيت ربي تبارك وتعالى" فالأمر فيها، كما قال المؤلف -رحمه الله- الحديث على ظاهره.
فالأحاديث كلها تُجرى على ظاهرها، ولا يُتكلم فيها،
والكلام الذي يخالف قول السلف يخالف ظاهر الحديث؛ بدعة،
نقول: إن الرسول رأى ربه، ونؤمن به كما جاء،
ولكن عند التحقيق: نبين أن النبي صلى الله عليه وسلم-جمعا بين النصوص-:
أنه لم ير ربه بعيني رأسه،
ولهذا قال:🍀 "نور أنى أراه"
وقال: 🍀"لو كشف – أي: الحجاب- لأحرقتُ سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
وقوله: "ولا نناظر فيه أحدا"؛ أي: لا نناظر ولا نجادل،
وكما سبق أن الجدال والخصومات في الدين منهي عنهما،
لهذا قال الإمام -رحمه الله-: "لا تخاصموا، ولا تجالسوا من يخاصم".
***************
الأسئلة التالية للفائدة وتثبيت المعلومات بإذن الله وليس المطلوب إرسال الإجابة.
تابع: 🌸الأيمان بالرؤيا يوم القيامة:
(1) أكملي التالي:
- والدليل الثاني: حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله....."
وفي رواية أبي بكر: "لو....."
- يعني: أن الله تعالى يحتجب.....، لو كشف هذا الحجاب؛.....، ومنهم.....، أليس من خلقه؟
- ولأن البشر لا يستطيعون..... ولا لتجلي......،
(2) اذكري آية الآعراف 143
(3) متى يستطيع أحد أن يثبت لرؤية الله؟
(4) رؤية الله تعتبر ماذا؟ ولمن؟
(5) إذا كشف الحجاب -سبحانه وتعالى- ورآه المؤمنون، ماذا يحدث؟ اذكري الدليل.
(6) ماذا تدل عليه جموع هذه النصوص:
(7) اذكري أقوال العلماء.
(8) أكملي التالي:
- ولهذا قال المؤلف -رحمه الله- " والنبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه فإنه....."
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيت ربي في أحسن صورة " فهذه.....،
(9) من ينكر رؤية الله في المنام؟ ولماذا؟
(10) ماذا قرر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-؟
(11) أكملي الحديث: ولما كان النبي صلى الله عليه وسلمأصح الناس اعتقادا قال: " رأيت...."
(12) ما معنى قول المؤلف -رحمه الله-: "والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم"؟
(13) هذا الكلام يؤيد ماذا؟
(14) عند التحقيق ماذا نبين؟
(15) ما معنى قوله: "ولا نناظر فيه أحدا"؟
***************
No comments:
Post a Comment