🌴الدرس (23) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
تابع: 🌸الأيمان بالرؤيا يوم القيامة:
أما ليلة المعراج فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أُسري به من مكة إلى بيت المقدس
عُرج به إلى السماء، وجاوز السبع الطباق،
ورأى في كل سماء أنبياء؛ رأى في السماء الأولى آدم،
الثانية يحيى، وعيسى؛ ابني الخالة،
وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس،
وفي الخامسة هارون، وفي السادسة موسى، وفي السابعة إبراهيم،
ثم جاوز السبع الطباق، حتى وصل إلى مكان يسمع فيه صريف الأقلام،
فكلمه الله وخاطبه من دون واسطة،
وسمع كلام الله كما سمعه موسى،
وفرض ربُّ العزة والجلال عليه الصلاة خمسين صلاة،
في ذلك المقام الأعلى، الذي يُسمع فيه صريف الأقلام،
ثم نزل وبصحبة جبرائيل.
فلما هبط به جبرائيل حتى مرَّ على موسى في السماء السادسة،
فسأله: ماذا فرض عليك ربك؟ قال: "خمسين صلاة في اليوم والليلة"،
فقال: "ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك؛ فإن أمتك لا تطيق خمسين صلاة في اليوم والليلة،
فرجع استشار جبريل فأشار إليه، وسأل ربه التخفيف حتى وضع عنه عشراً"،
وفي بعض الروايات "أنه وضع خمساً" ثم رجع مرة أخرى،
فأمره موسى أن يرجع، فجعل يتردد بين ربه وبين موسى؛
إذا وصل إلى موسى قال: اسأل ربك التخفيف أمتك ضعيفة لا تطيق أربعين صلاة؛
ثم صارت ثلاثين فقال: أمتك لا تطيق ثلاثين صلاة،
ثم صارت عشرين فقال: لا تطيق عشرين صلاة،
ثم صارت عشرة، فقال لا تطيق عشرة،
وفي بعض الروايات "أنه في كل مرة يخفف عنه خمساً"،حتى وصلت إلى خمس،
فقال له لما خُففت إلى خمس، قال ماذا فرض عليك ربك؟
فقال محمد صلى الله عليه وسلم: "فرض خمس صلوات"،
فقال موسى عليه الصلاة والسلام: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف
فإن أمتك ضعيفة لا تطيق خمس صلوات في اليوم والليلة،
فقال -عليه الصلاة والسلام-: "إني سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم،
فنادى مناد من السماء: أني أمضيتُ فريضتي، وخففتُعن عبادي🌹{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}(ق 29)
هي خمس في العدد وخمسون في الميزان والأجر، الحسنة بعشر أمثالها"، فلله الحمد.
وهذا مثال النسخ قبل التكليف؛ حيث نسخ تكليف من خمسين إلى خمس صلوات.
🍃فالأشكال والخلاف في: هل رأى محمد ربه ليلة المعراج؟
وأما سماعه كلام الله؛ فهذا لا إشكال فيه،
فقد سمع كلام الله من دون واسطة،
كما سمع موسى كلام الله من دون واسطة،
ولهذا سُمِّيَ موسى كليم الله؛ لأنه سمع كلام الله من دون واسطة،
وشاركه نبينا في التكليم، فسمع كلام الله من دون واسطة، وإبراهيم خليل الرحمن،
وشاركه نبينا في الخلة، فيسمى أيضا خليل الرحمن،
فالخليلان: إبراهيم، ومحمد،
وكذلك الكليمان موسى ومحمد،
بقيت مسألة الرؤيا بعين الرأس،
هل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بعين رأسه؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
🌻القول الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه،
وقالوا: هذا من خصوصياته،
وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم فلم يره أحد بالاتفاق، لا موسى ولا غيره؛
ولذا لما سأل موسى الروية، منعه الله، وقال:🌹 {لَنْ تَرَانِي}(الأعراف 143)
أي: لا تستطيع؛ لأنك ما دمت في الدنيا، فأنك لا تتحمل ولا تثبت لهذا التجلي
ولهذا لم يثبت الجبل.
واستدلوا بما رُوي عن ابن عباس، أنه قال: رأى ربه،
وفي رواية أخرى: أنه رآه بفؤاده،
وكذلك استدلوا بما روي عن الإمام أحمد أنه قال: رأى ربه،
وفي رواية أخرى: أنه رآه بفؤاده.
واستدلوا بقوله تعالى: 🌹{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَإِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}(الإسراء 60)
قال: هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم.
🌻والقول الثاني: أنه لم ير ربه بعيني رأسه، وإنما رأه بعين فؤاده،
وهذا هو الصواب، وهو قول المحققين،
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة،
وقول جمع من الصحابة، منهم عائشة -رضي الله عنها-،
فقد أنكرت على مسروق -مسروق التابعي- أنكرت عليه لما سألها،
قال: هل رأى محمد ربه بعيني رأسه ليلة المعراج؟
فقالت عائشة: "لقد قفَّ شَعْري مما قلتَ"،
ثم قالت: "من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب"،
ثم قرأت: 🌹{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُالْخَبِيرُ}(الأنعام 103)
🌹{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}(الشورى 51)
قالت: سمع كلامه من وراء حجاب.
وأجابوا عن استدلال من قال بالرؤية بما يلي:
أما ما رُوي عن ابن عباس من أنه رآه، فيُحمل على رؤية الفؤاد؛
بدليل الرواية الأخرى؛ قال: رآه بفؤاده،
فالمُطلق يُحمل على المقيد.
وكذلك ما روي عن الإمام أحمد أنه قال: "رآه" يُحمل على قوله في الرواية الأخرى المقيدة "رآه بفؤاده". وهذا هو الصواب، أنه لم ير ربه بعيني رأسه، وإنما رآه فؤاده.
ومن الأدلة على ذلك: ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما سُئل: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنى أراه"؛
يعني: كيف أراه والنور حجاب يمنعني من رؤيته!.
-------------------
الأسئلة التالية للفائدة وتثبيت المعلومات بإذن الله وليس المطلوب إرسال الإجابة.
تابع: 🌸الأيمان بالرؤيا يوم القيامة:
(1) في ليلة المعراج النبي صلى الله عليه وسلم أُسري به من أين إلى أين؟
(2) عُرج به إلى السماء، وجاوز كم طبقة؟ ومن رأى في كل طبقة؟
(3) ماذا فرض ربُّ العزة والجلال عليه الصلاة في ذلك المقام الأعلى، الذي يُسمع فيه صريف الأقلام؟
(4) اذكري الحوار الذي دار بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ؟
(5) ماذا نادى مناد من السماء؟
(6) لماذا سُمِّيَ موسى كليم الله؟
(7) من هم الخليلان؟
(8) هل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بعين رأسه؟ فصلي.
(9) ماذا أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لما سُئل: هل رأيت ربك؟
-------------------
No comments:
Post a Comment