🌴الدرس (10) لكتاب شرح أصول السنة
للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
🌸السنة اللازمة
وكذلك لا تسأل عن الكيفية،
فلا تقل: كيف صفاته تعالى؟
لا تقل: كيف استوى؟
بل تؤمن بالاستواء، ولا تسأل عن الكيفية،
فالاستواء معناه معلوم، لكن لا تسأل عن الكيفية،
فتؤمن بأن الله استوى على العرش
لكن لا تسأل عن كيفية الاستواء،
🍁كما قال الإمام مالك -رحمه الله- لما سُئل عن الاستواء
قال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".
🍁ومثل هذا أيضا: النزول،
معلوم في اللغة العربية، لكن لا تسأل عن كيفيته،
فالإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة،
فالصفات معلوم معانيها في اللغة العربية،
والإيمان بها واجب، ولا يُسأل عن الكيفية؛
لأن السؤال عنها بدعة،
فلا تقل: كيف عِلْمُ الله؟
كيف سٓمْعُ الله؟ كيف بصره؟ كيف رؤيته؟
لأن الكيفية لا يعلمها إلا الله،
فكان السؤال عنها بدعة،
فكما أنك لا تعترض على الله في أفعاله،
فلا تسأل عن كيفية صفاته،
فلا يقال: "لم، ولا يقال كيف، إنما هو التصديق بها".
🍄المتن: قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : "ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها؛ لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره، والتصديق بالأحاديث فيه والإيمان بها، لا يقال لم؟ ولا كيف؟ ".
يعني لا يقال: لِمٓ في الأفعال؛
فلا يُعترض على الله في أفعاله ويقال: لم فعل كذا؟
قال الله تعالى:🌹 {لا يُسئلُ عما يفعلُ وهم يُسئلون} (الأنبياء 23)
فالله تعالى لا يُسأل عما يفعل. لكمال حكمته،
🌾لا كما يقول الجبرية؛
الجبرية يقولون: إن الله يفعل بالقدرة والمشيئة المحضة؛ بدون حكمة ولا سبب، ولا علة،
فأنكروا حكمة الله
وقالوا: إن الله يفعل بالإرادة المحضة، وليس له حكمة! وهذا باطل؛
لأنه يلزم منه: أنَّ الإرادة والمشيئة تخبط خبط عشواء،
فتجمع بين المختلفات، وتفرق بين المتماثلات،
وهذا من أبطل الباطل،
الأشاعرة والجهمية: جبرية، أنكروا حكمة الله،
وقالوا: إن الله يفعل بالإرادة فقط.
🌺أما أهل السنة والجماعة يقولون: إن الله يفعل بالحكمة؛
فكل شيء بحكمة؛ أمره بحكمة، ونهيه بحكمة، وقدره بحكمة، وخلقه بحكمة،
قال تعالى : 🌹{إنَّ ربك عليمٌ حكيمٌ}(يوسف 6).
فلا يقال: لِمٓ، ولا يُسأل عما يفعل لم؛
لأنه حكيم سبحانه وتعالى،
ولا يقال: كيف في الصفات؛
لأن الكيفية لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى،
فلا يعلم كيفية صفاته إلا هو،
كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو سبحانه وتعالى،
ولهذا قال المؤلف رحمه الله: إنما هو التصديق والإيمان بها.
🌻ولهذا روى الخلال في السنة، والدارقطني في الصفات، والآجري في الشريعة بإسنادٍ صحيح، عن الوليد بن مسلم أنه قال: "سألت سفيان، والأوزاعي، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، عن هذه الأحاديث -أي أحاديث الصفات- فقالوا: مروها كما جاءت "
🌻وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم،
من طريق عبد الوهاب بن نجدة،
قال: حَدَّثَنا بقية، عن الأوزاعي قال: كان مكحول، والزهري، يقولان: "أمِّروا هذه الأحاديث كما جاءت" وسنده صحيح،
وقال ابن عبد البر وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد، وسفيان بن عيينة، ومعبد بن راشد في الأحاديث في الصفات أنهم كلهم قالوا: أمروها كما جاءت،
🌻وروى عبد الله بن الإمام أحمد -رحمه الله- في السنة بسند صحيح عن وكيع بن الجراح قال: نسلّم هذه الأحاديث كما جاءت، ولا نقول: كيف كذا، ولا لم كذا؛
يعني مثل حديث ابن مسعود: "أن الله عز وجل يحمل السماوات على أصبع والجبال على أصبع"
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن" ونحوه من الأحاديث.
🌻وروى اللالكائي بإسناده عن محمد بن الحسن، فقيه العراق قال: اتفق الفقهاء من المشرق إلى المغرب، على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في صفة الرب عز وجل، من غير تفسير، ولا وصف، ولا تشبيه؛
يعني: من غير تفسير كتفسير الجهمية،
إلى أن قال: "فمن فسر شيئًا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وفارق الجماعة،
ومن قال بقول جهم، فقد فارق الجماعة؛
فإنه وصفه بصفة لا شيء؛ يعني الجهم؛
فإنه نفى الأسماء والصفات، ووصفه بصفة المعدوم.
🌻وروى الدارقطني في الصفات بسند صحيح عن العباس بن محمد الدوري: قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام- وذكر الباب الذي يروى في الرؤية، والكرسي، ووضع القدمين، وضحك ربنا من قنوت عباده، وقرب غيره، وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء، وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول قط قط، وأشباه هذه الأحاديث
فقال: "هذه الأحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض،
وهي عندنا حق لا نشك فيها،
ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه وكيف ضحك؟
قلنا: لا يُفسَّر هذا، ولا سمعنا أحدًا يفسره".
وكلام السلف في هذا كثير،
🌻قال أبو بكر الخلال في السنة: حدثنا أبو بكر المروزي -رحمه الله- قال: "سألت أبا عبد الله، عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات، والرؤية، والإسراء، وقصة العرش وصححها أبو عبد الله وقال: قد تلقتها العلماء بالقبول، نُسَلِّم الأخبار كما جاءت،
قال: فقلت له: إن رجلًا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت،
فقال: يجفى، وقال: ما اعتراضه في هذا الموضع؟!
يسلم الأخبار كما جاءت"،
فأقوال العلماء في هذا كثيرة.
🍄المتن: ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-: "ومن لم يعرف تفسير الأحاديث ويبلغها عقله، فقد كفي ذلك وأحكم له، فعليه الإيمان والتسليم مثل: أحاديث الصادق المصدوق"؛
يعني مقصوده بـ"حديث الصادق المصدوق"
حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي رواه أصحاب الكتب الستة والإمام أحمد
🌼قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"
يعني الكتاب الذي كتب عليه وهو في بطن أمه.
*****************
🌸السنة اللازمة
(1) هل ممكن السؤال عن الكيفية؟ وماذا يجب ؟
(2) ماذا قال الإمام مالك -رحمه الله- لما سُئل عن الاستواء؟
(3) اذكري مثال أخر؟
(4) ما موقفنا تجاه الصفات؟ ولماذا؟
(5) ما موقفنا تجاه الأفعال؟ مع ذكر الدليل
(6) ماذا يقول الجبرية؟ وما حكمه؟ ولماذا؟
(7) الأشاعرة والجهمية: جبرية، أنكروا ماذا؟ وماذا قالوا؟
(8) ماذا قال أهل السنة والجماعة؟ مع ذكر الدليل
(9) ما موقفنا تحاه الأفعال؟ ولماذا؟
(10) ماذا قال المؤلف رحمه الله يجب عمله؟
(11) ماذا قال السلف والعلماء في أحاديث الصفات؟
(12) ما المقصود بقول المؤلف رحمه الله :"ومن لم يعرف تفسير الأحاديث ويبلغها عقله، فقد كفي ذلك وأحكم له، فعليه الإيمان والتسليم مثل: أحاديث الصادق المصدوق"؛
****************
No comments:
Post a Comment