Thursday, December 18, 2014

الدرس (١٢) شرح أصول السنة

🌴الدرس (12) لكتاب شرح أصول السنة 
للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

🌸الإيمان بما جاء في الأحاديث الشريفة:
🌷ومن الأدلة حديث أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ 
قال: 🍀هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوًا؟ قلنا: لا، 
قال: 🐪فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما" (رواه الشيخان وغيرهما)

🌷ومن ذلك حديث صهيب: إذا دخل أهل الجنة الجنة قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ قالوا: ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل) (رواه الإمام مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم)

🌷ومن ذلك حديث أبي موسى الأشعري الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:🍀 "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" ؛ 
ولهذا روى أبو بكر الخلال في السنة والآجري في الشريعة بسند صحيح عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: وذكرت عنده هذه الأحاديث في الرؤية:- هذه عندنا حق، نقلها الناس بعضهم عن بعض. 

🌼وأقوال أهل العلم في وجوب الإيمان والتصديق لرؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة أكثر من أن تحصى، 
ولهذا قال المؤلف رحمه الله: 🍄"مثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نأت عن الأسماع، واستوحش منها المستمع" 

اعلم أن الذين يستوحشونها هم أهل البدع، من الجهمية،والمعتزلة، الذين أنكروا رؤية الله يوم القيامة،
مع أن الآيات صريحة، والنصوص واضحة، لكنهم أولوها وقالوا: المراد بالرؤية: العلم؛ 
                                                                                                   
🍁قالت المعتزلة: معنى قوله: "إنكم ترون ربكم كما ترون القمر"؛ أي: إنكم تعلمون ربكم كما تعلمون هذا القمر أنه قمر، لا تشكون في العلم به، فتعلمون ربكم كما تعلمون أن هذا القمر قمر!!!

🍃وهذا تفسير باطل؛ لأن العلم بذلك يحصل لجميع الناس يوم القيامة، بلا إشكال، حتى الكفرة الذين ينكرون وجود الله؛ يؤمنون بذلك يوم القيامة، فيكون قول المعتزلة من باب تحصيل الحاصل.
                                                                                       
🌴وقد استدل المعتزلة على أن الرؤية معناها العلم، بمثل قوله تعالى: 🌹{ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل}(الفيل 1)
فقالوا: معناها: ألم تعلم.
                                                                                                            
لكن الأحاديث صريحة جداً في إثبات الرؤية البصرية، فلا يمكن أن يكون قوله: "إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس صحوًا ليس دونها سحاب" معناها: العلم، بل المراد: الرؤية البصرية؟
                                                                                                                         
🌻ومع ذلك فإن المعتزلة أنكروا رؤية الله كما أنكروا علوه، 
وأنكروا كونه فوق السماوات، وفوق العرش، وأنكروا العلو، 
🌺وأهل السنة آمنوا بالعلو؛ وأن الله فوق العرش، وآمنوا برؤية الله يوم القيامة. 

🌾أما الأشاعرة فهم مذبذبون؛ لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء؛
أرادوا بزعمهم أن يسلكوا المسلك الوسط بين المعتزلة وبين أهل السنة؛

فراموا أن يكونوا مع أهل السنة في الرؤية، ومع المعتزلة في إنكار العلو،؛
فأثبتوا رؤية الله يوم القيامة؛ كما أثبتها أهل السنة، 
لكن أنكروا علو الله، وأن يكون فوق العرش، 
فوافقوا المعتزلة في ذلك، وأتوا بقولٍ عجيب لا تستسيغُه العقول، فقالوا: الله يُرى لا في جهة!! 
فلا يُرى من فوق، ولا من أمام، ولا من خلف، ولا عن يمين، ولا عن شمال!!
                                                                                                    
ولذلك: أنكر عليهم أهل السنة وبدَّعوهم، 
بل أنكر عليهم الصبيان وضحكوا من قول الأشاعرة: إن الرؤية تكون بلا مقابلة!
وهذا مذهب باطل؛ لأن الرؤية لا تكون إلا بمقابلة المرئي؛
فالمرئي لا بد أن يكون مقابلًا للرائي؛ مواجهاً له؛ مباينًا له؛
أما رؤية بدون جهة، وبدون مقابلة، فلا يمكن أن تقع؛ 
ولهذا سمّٓاهم بعضُ أهل العلم (خناثى) كالخنثى الذي لا أنثى هو ولا ذكر.
                                                                                                             
🌾فالأشاعرة في هذه المسألة، ليسوا من أهل السنة، وليسوا من المعتزلة.
وفي هذه المسألة أرادوا أن يكونوا مع المعتزلة في إنكار العلو، 
وأرادوا أن يكونوا مع أهل السنة في إثبات الرؤية، فعجزوا عن ذلك، 
فلجئوا إلى حجج سوفسطائية وهي المُمٓوّٓهة؛
وهي التي تُشبه الحجة، وليست حجة. 

فقالوا: إن عندنا دليلاً على إمكانية الرؤية بلا مواجهة؛ 
وهي رؤية الإنسان لوجهه في المرآة؛ فإنه يرى وجهه بلا جهة. 

نقول لهم: هذا تلبس؛ لأن الإنسان لا يرى في المرآة إلا خيال صورته المنطبعة في الجسم الصقيل،
وهو مع هذا؛ في جهةٍ منها، فبطل بهذا دليلهم العقلي.

وبهذا يكون 🌺أهل السنة والجماعة آمنوا بعلو الله، وأنه فوق العرش، وبالرؤية، 
🌻والمعتزلة أنكروا الأمرين؛ أنكروا علو الله، وأنكروا الرؤية؛ حيث فسروها بالعلم، 
🌾والأشاعرة آمنوا بالرؤية، وأنكروا العلو، 
فصاروا مع المعتزلة في إنكار العلو، ومع أهل السنة، في إثبات الرؤية.

ولهذا قال المؤلف رحمه الله🍄: "يجب الإيمان بها وإن نأت عن الأسماع، واستوحش منها المستمع" 
والذين يستوحشون منها هم أهل البدع. 

فالواجب فيها كما قال المؤلف:🍄 "وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفًا واحدًا" 
فالإمام أحمد يقول: لا ترد ولا حرفا واحدا، وآمن بالنصوص من الكتاب والسنة؛ 
لأن من رد حرفا من القرآن: كفر، وكذلك السنة. 
🍄"وألا يرد منها حرفًا وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات"؛
يعني: كل الأحاديث التي أثرت ورُويت عن الثقات الأثبات؛ يجب الإيمان بها.
----------------------------
🌸الإيمان بما جاء في الأحاديث الشريفة:
(1) اذكري من الأدلة من الأحاديث الشريفة على رؤية الله تعالى في الآخرة.
(2) ما معنى قول المؤلف"مثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نأت عن الأسماع، واستوحش منها المستمع" 
(3) من الذين يستوحشون هذه الأحاديث؟ وماذا أنكروا؟ وماذا فعلوا؟
(4) ماذا قالت المعتزلة: معنى قوله: "إنكم ترون ربكم كما ترون القمر"؟
(5) هل هذا تفسير صحيح؟ ولماذا؟
(6) بماذا استدل المعتزلة على أن الرؤية معناها العلم؟ وماذا قالوا؟
(7) الأحاديث صريحة جداً في إثبات ماذا؟
(8) هلي يمكن أن يكون قوله: "إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس صحوًا ليس دونها سحاب" معناها: العلم؟
(9) ماذا أنكروا المعتزلة؟
(10) أهل السنة آمنوا بماذا؟
(11) ما حال الأشاعرة؟ ماذا أثبتوا وماذا أنكروا؟
(12) ما معنى قول المعتزلة: الله يُرى لا في جهة!! 
(13) من أنكر عليهم؟ وهل هذا مذهب صحيح؟ ولماذا؟
(14) بماذا سمَّاهم بعضُ أهل العلم؟
(15) ما حال الأشاعرة في هذه المسألة؟
(16) وضحي قولهم: إن عندنا دليلاً على إمكانية الرؤية بلا مواجهة؟ وضحي
(17) لخصي أهل السنة والجماعة آمنوا بماذا؟ وحال المعتزلة والأشاعرة؟
(18) في قول المؤلف رحمه الله: "يجب الإيمان بها وإن نأت عن الأسماع، واستوحش منها المستمع" من هم الذين يستوحشون منها؟
(19) ما الواجب فيها كما قال المؤلف؟
(20) ما حكم من رد حرفا من القرآن أو السنة؟
(21) ما معنى قول المؤلف: "وألا يرد منها حرفًا وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات"؛ 
----------------------------

No comments:

Post a Comment