Friday, December 5, 2014

الدرس (١١) شرح أصول السنة

🌴الدرس (11) لكتاب شرح أصول السنة
للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

🌸الإيمان بما جاء في الأحاديث الشريفة:

"ومثل ما كان مثله في القدر ومثل أحاديث الرؤية كلها، 
وإن نأت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، 
وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفًا واحدًا، 
وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات". 
ـــــــــــــــ 
مراد المؤلف رحمه الله: أن على المسلم أن يُسلِّم الأحاديث؛ ويؤمن بها، ولا يعترض،
ولا يسأل عن الأفعال بلم؟
ولا عن الصفات بكيف؟
مثل هذا الحديث عن الصادق المصدوق الوارد في القدر؛ 
فيُسلِّم المؤمن بأن هذا قدره، 
وإن الله تعالى كتب الرزق، والأجل، والعمل، والشقاوة،والسعادة، 
فلا تسأل ولا تعترض؛
فالله حكيم، وعليم بالذوات التي تصلح لغرس الكرامة، 
فلا تسأل لماذا قدر على هذا الشقاوة؟
ولماذا قدَّر على هذا السعادة؟
ولماذا قدَّر الفقر على هذا؟
ولماذا قدر الغنى على هذا؟
فلا تعترض على الله، بل عليك الإيمان والتسليم؛ فإن الله حكيم عليم.

🍄"ومثله ما كان مثله في القدر"؛
يعني: كذلك كل ما كان في القدر فلا تسأل، بل سلم لله؛ 
🌼ولهذا قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته: 
"فمن سأل لم فعل؟ فقد رد حكم الكتاب، 
ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين"، 
قال: لأن القدر سر الله في خلقه، 
وهو تعالى لا يُسأل عما يفعل،
فمن سأل: لِمٓ فعل؛ فقد رد حكم الكتاب؛
ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين، وهذا سبق شرحه.

🍄وقوله: "ومثل أحاديث الرؤية كلها وإن نأت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفًا واحدًا، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات" 
يعني: على الإنسان أن يُسلِّم بأحاديث الرؤية؛ 
                                                                                           
🌿والمراد بأحاديث الرؤية؛ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة؛ فعليه أن يؤمن بها؛
وقد عرفنا أن من لم يؤمن بالقدر كافر، 
كذلك من لم يؤمن برؤية الله يوم القيامة: فهو كافر أيضاً؛ 
كفّٓره الأئمةُ كالإمام أحمد وغيره، 
قالوا: ومن لم يؤمن بأن الله يُرى في الآخرة فهو كافر. 

🍂والمراد الكفر، هنا، الكفر على سبيل العموم،
🍂أما فلان بن فلان المعين الذي أنكر الرؤية؛
لا يكفر إلا إذا قامت عليه الحجة؛ 
🌳يعني: إذا بلغه الدليل ثم عاند؛ فإنه يكفر في هذه الحالة. 
أما من أنكر الرؤية فيقال: إنه كفرٌ؛ على العموم؛
ويقال: كل من أنكر رؤية الله فهو كافر، 
لكن فلان بن فلان الذي ينكر رؤية الله، لا يكفر إلا إذا وُجدَت الشروط، وانتفت الموانع.

ورؤية الله تعالى في الآخرة، وردت في نصوص الكتاب العزيز، وفي السنة المطهرة. 
فمثل أمثلتها في الكتاب العزيز: قال الله تعالى: 🌹{وجوهٌ يومئذٍ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة (23)}(القيامة 22و23)، 
حيث أسند النظر إلى الوجه الذي هو محله، 
وعدَّاه بأداة "إلى" الدالة على النظر بالعين المجردة إلى الرب، 
وأخلى الكلام عن قرينة تدل على خلاف الموضوع وحقيقته، 
فدل على أن المراد: النظر بالعين التي في الوجه، إلى الرب جل جلاله.

ومن الأدلة قوله سبحانه: 🌹{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}(يونس 26).
جاء في صحيح مسلم في حديث صهيب تفسير الزيادة بأنها النظر إلى وجهه الكريم. 

ومنها: قوله سبحانه: 🌹{كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون}(15 المطففين)،
                                                                     
🌴استدل الإمام الشافعي رحمه الله بهذه الآية على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، 
فقال: "لما أن حُجب هؤلاء في السخط؛
دل على أن المؤمنين يرونه في الرضا
ولو كان المؤمنون لا يرون ربهم، لاستووا هم والكفار في الحجب، 
فلما حجب هؤلاء عن الرؤية؛ دل على أن المؤمنين يرونه.

وأما الأحاديث الصحيحة فقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح: 
أنها متواترة في الصحاح والسنن والمسانيد،
رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ثلاثين صحابيًا،
كلها تُثبت رؤية المؤمنين لربهم عز وجل.
                                                                                                       
🍁منها: حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم، قال: "كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: " أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، 
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا
يعني: العصر والفجر، 
ثم قرأ جرير 🌹{وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}(طه 130)،
🌴وهذا يدل على أن المحافظة على هاتين الصلاتين الفجر والعصر لها سبب في رؤية الله يوم القيامة. 

🍁ومن هذه الأحاديث: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال ناس: يا رسول الله: أنرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟   
قال: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة"، 
قالوا: لا، قال: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة، 
قالوا: لا، قال: "والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤية أحدهما" رواه البخاري مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وابن حبان في صحيحه
------------------------
🌸الإيمان بما جاء في الأحاديث الشريفة:
(1) ما هو مراد المؤلف رحمه الله؟ مع ذكر مثال
(2) ماذا يجب على المؤمن؟
(3) ما معنى: "ومثله ما كان مثله في القدر"؛
(4) ماذا قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته؟
(5) ما معنى قوله: "ومثل أحاديث الرؤية كلها وإن نأت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها،وأن لا يرد منها حرفًا واحدًا، وغيرها من الأحاديث المأثورات عن الثقات" 
(6) ما المراد بأحاديث الرؤية؟ وماذا يجب على المسلم؟
(7) ماذا قال الأئمة؟  
(8) ما المراد الكفرهنا؟
(9) قول فلان بن فلان المعين الذي أنكر الرؤية هل يكفر؟ وما معناه؟
(10) اذكري رؤية الله تعالى في الآخرة في نصوص الكتاب العزيز، وفي السنة المطهرة. 
(11) استدل الإمام الشافعي رحمه الله بهذه الآية على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، فماذا قال؟
------------------------

No comments:

Post a Comment