🌴الدرس (13) لكتاب شرح أصول السنة
للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
🍄وأن لا يخاصم أحدًا ولا يناظره، ولا يتعلم الجدال،
فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه،
لا يكون صاحبه وإن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم ويؤمن بالآثار.
ـــــــــــــــ
هذا الكلام حق؛ بيَّن فيه المؤلف رحمه الله:
🍄"أنه يجب على المسلم أن يؤمن بالأحاديث،
وأن لا يخاصم أحدا ولا يناظره، ولا يتعلم الجدال"؛
فكل هذا مطلوب من المسلم:🍄 "أن لا يخاصم أحدًا ولا يناظره"؛
فإن الخصومات، والجدال في الدين منهي عنه؛
لأنه إذا خاصم الإنسان وناظر في النصوص؛
فهذا يؤدي به إلى الإنكار وإلى التأويل،
فالخصومات والجدال من طريقة أهل البدع.
وفي الحديث: 🍀"إن الله يبغض الألد الخصم"،
وقال تعالى في ذمهم:🌹 {بل هم قومٌ خصمون}(الزخرف 58)
فالخصومة والجدال والمناظرة؛ كل ذلك مذموم بنص الكتاب والسنة؛
🌼ولهذا روى الآجري في الشريعة بسند حسن،
عن معن بن عيسى قال: انصرف مالك بن أنس رضي الله عنهيومًا من المسجد وهو متكئ على يدي، فلاحقه رجل يقال له أبو الحورية - كان يتهم بالإرجاء-
فقال: يا أبا عبد الله - يخاطب مالك - اسمع مني شيئًا أكلمك به، وأحاجك، وأخبرك برأيي،
قال: فإن غلبتني؟ قال: إن غلبتك فاتبعني،
قال: فإن جاء رجل آخر فكلمنا فغلبنا؟ قال: نتبعه،
فقال مالك رحمه الله: يا عبد الله، بعث الله عز وجل محمدًا بدين واحد،
وأراك تنتقل من دين إلى دين."
قال عمر بن عبد العزيز: "من جعل دينه غرضًا للخصومات:أكثر التنقل"
وعنه رحمه الله، قال: "الكلام في دين الله أكرهه".
🌼وعن سلام بن أبي المطيع، أن رجلًا من أصحاب الأهواء - يعني من أهل البدع-
قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسألك عن كلمة – فولى أيوب وجعل يشير بأصبعه ولا نصف كلمة"؛
يعني: لا يريد يكلم أهل البدع، ولا يريد الجدال،
ولذلك قال له: "ولا نصف كلمة" لما علم أن السائل من أهل البدع والخصومات. رواه الآجري في الشريعة.
🌼وعن معاوية بن قُرة قال: "الخصومات في الدين تحبط الأعمال"
🌼قال الحسن بن علي البربهاري في شرح السنة:
"والكلام والجدال والخصومة في القدر خاصة، منهي عنه عند جميع الفرق؛
لأن القدر سر الله، ونهى الرب جل اسمه الأنبياء عن الكلام في القدر،
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدر،
وكرهه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون،
وكرهه العلماء وأهل الورع، ونهوا عن الجدال في القدر؛
فعليك بالتسليم، والإقرار، والإيمان،
واعتقاد ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الأشياء،
واسكت عن ما سوى ذلك"
فلا يجوز للإنسان أن يخاصم أحدًا،
ولا يناظره في النصوص، ولا يتعلم الجدال.
قال المؤلف رحمه الله: 🍄" فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه،
لا يكون صاحبه وإن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة، حتى يدع الجدال ويؤمن بالآثار"
🌳يعني: أنَّ كلام الإنسان في القدر، وسؤاله عنه، واعتراضه على الله؛ وقوله: لم فعل كذا؟
وسؤاله عن كيفية الصفات، وتأويل نصوصها، وإنكارها بحجة التنزيه، كما يفعله المتكلمون،
وكذلك الجدال في القرآن، وغيرها من السنن: مكروه، ومنهي عنه.
يقول: 🍄"لا يكون صاحبه، وإن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة"؛
🌳أي: لا يكون صاحبه، حتى ولو أصاب السنة بكلامه: لا يكون من أهل السنة؛
حتى يدع الجدال ويؤمن بالآثار، ويدع الخصومات.
والمقصود بالآثار: كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة والتابعين.
🌼قال البغوي - رحمه الله- في شرح السنة:
"اتفق علماء السلف من أهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات،
وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه"،
🌼وقال الإمام أبو محمد البربهاري في شرح السنة: "واعلم أنها لم تكن زندقة، ولا كفر، ولا شكوك، ولا بدعة، ولا ضلالة، ولا حيرة في الدين: إلا من الكلام، والجدال، والمراء، والخصومة".
والعجب كيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال،
والله يقول:🌹 {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا}(غافر 4)،
فعليك بالتسليم والرضا بالآثار، والكف والسكوت".
🌼وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- مبينا سبب ذم السلف لعلم الكلام
في كتابه "موافقة صحيح المنقول لصريح المقول"
قال - رحمه الله-: "فالسلف والأئمة لم يذموا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة؛
كلفظ الجوهر، والعَرَض، والجسم، وغير ذلك،
بل لأن المعاني التي يعبرون عنها في هذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه،
لاشتمال هذه الألفاظ على معان مجملة في النفي والإثبات،
كما قال الإمام أحمد - رحمه الله- في وصفه لأهل البدع
فقال: هم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب، متفقون على مفارقة الكتاب،
يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس، ثم يلبسون عليهم"،
وكلام السلف في هذا طويل.
*********************
🌸الجدال في الدين
(1) من كلام المؤلف ما هو المطلوب من المسلم؟ ولماذا؟ مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة؟
(2) اذكري التالي:
- ما روى الآجري في الشريعة بسند حسن،
- وعن سلام بن أبي المطيع،
- وعن معاوية بن قُرة ،
- ما قال الحسن بن علي البربهاري في شرح السنة،
(3) ماذا يعني قول المؤلف رحمه الله: " فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه، لا يكون صاحبه وإن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة، حتى يدع الجدال ويؤمن بالآثار"
(4) ماذا قال :
- البغوي - رحمه الله- في شرح السنة؟
- الإمام أبو محمد البربهاري في شرح السنة؟
- شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- مبينا سبب ذم السلف لعلم الكلام في كتابه "موافقة صحيح المنقول لصريح المقول"؟
*********************