Thursday, August 4, 2016

الدرس (٦٥) شرح أصول السنة

🌴الدرس ٥) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

💐الجنة والنار مخلوقتان :

 

🍄المتن : قال المؤلف رحمه الله : "والجنة والنار مخلوقتان قد خلقتا، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دخلت الجنة فرأيت قصرا ورأيت الكوثر، واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها كذا، واطلعت في النار فرأيت كذا، وكذا"  فمن زعم أنهما لم تُخلقا فهو مكذب بالقرآن وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار، ومن مات من أهل القبلة موحدا يُصلَّى عليه ويُستغفر له، ولا يحجب عنه الاستغفار، ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا كان أو كبيرا، أمره إلى الله تعالى، آخر الرسالة، والحمد لله وحده وصلواته على محمدٍ وآله وسلم تسليما"

ـــــــــــــــ 

الشرح

قال المؤلف رحمه الله : "والجنة والنار مخلوقتان، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم ذكر الأدلة، منها : حديث ٬🍀 "دخلت الجنة فرأيت قصرا، ورأيت الكوثر، واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها كذا، واطلعت في النار فرأيت كذا، وكذا " .

 

يشير رحمه الله إلى أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بالجنة والنار، 

وأن من أنكرهما ؛ فهو كافر؛ لأنه مكذب لله ولرسوله، 

فقد قال الله تعالى عن الجنة: 🌹{أِعِدَّت للمتقين}(آل عمران ١٣٣)،

وقال عن النار: 🌹{أُعِدَّت للكافرين}(البقرة ٢٤)،

وقال : 🌹{أعد اللهُ لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار}(التوبة ٨٩)؛

يعني : للمؤمنين، كما أخبر في الآيات أنه آعد للكفار عذابا أليما.

فالنصوص في هذا كثيرة؛ قطعية الدلالة،

ولهذا كان من أنكر وجود الجنة، وأنكر وجود النار: كافراً؛ لأنه مكذب لله، مكذب لرسوله، 

ولأنه لم يؤمن باليوم الآخر الذي يشمل : الإيمان بالبعث، والحساب، والجزاء، والجنة، والنار، والصراط، والميزان؛ كل هذا داخل في الإيمان باليوم الآخر، 

فمن أنكر الجنة والنار، فهو مكذب أيضاً باليوم الآخر. 

 

والجنة والنار، موجودتان الآن، ومخلوقتان؛

ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-: "والجنة والنار مخلوقتان، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ثم ذكر الأدلة، منها : ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : 🍀"دخلت الجنة فرأيت قصرا"(حديث صحيح رواه البخاري ومسلم والنسائي وأحند والحميدي وأبو يعلى)

وعن جابر قال النبي صلى الله عليه وسلم : 🍀"دخلت الجنة فرأيت فيها داراٍ أو قصرا، فقلت : لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخل فذكرت غيرتك ، فبكى عمر، وقال : أي رسول الله ، أو عليك يُغار؟"

فهذا دليل على أن الجنة ثابتة موجودة، وأنها مخلوقة الآن.

 

ومن الأدلة على وجودها وأنها مخلوقة الآن : قوله صلى الله عليه وسلم : 🍀" ورأيت الكوثر" 

وهذا الحديث ورد من طريق قتادة، عن أنس رضي الله عنهعن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: 🍀"بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر" (حديث صحيح : أخرجه البخاري واللفظ له ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد)

والكوثر؛ يعني : الحوض، والحوض يسمى الكوثر،

ويصب فيه ميزابان من نهر الكوثر الذي في الجنة، 

فالذي في الجنة يسمى الكوثر، وحوض النبي صلى الله عليه وسلم في موقف القيامة،

ويصب فيه ميزابان من نهر الكوثر الذي في الجنة، وكل منهما يسمى كوثرا؛ 

ولهذا قال: " هذا الكوثر الذي أعطاك ربك"  وهو الحوض في موقف القيامة:

وجاء في صفته ، كما تقدم ، قوله : "فإذا طينه أو طيبه مسك أذفر"

وورد في الأحاديث أن الحوض أوانيه عدد نجوم السماء، وأن طوله مسافة شهر، وأن عرضه مسافة شهر، وأنه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحا من المسك. 

 

ومن الأدلة التي استدل بها المؤلف على وجود الجنة والنار ، وأنهما الآن مخلوقتان، 

قوله صلى الله عليه وسلم : 🍀" واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها كذا وكذا"

وهذا ورد من حديث عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: 🍀"اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار، فرأيت أكثر أهلها النساء"  

لكن المؤلف أبهم ولم يصرح ؛ لشهرة هذه الأحاديث ،

فقال : "اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها كذا ، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها كذا".

 

والسبب في كون الفقراء أكثر أهل الجنة ، أنهم في الغالب هم الذين يستجيبون للرسل ويؤمنون بهم؛ 

لأنه ليس هناك مانع يمنعهم من الإيمان، 

بخلاف أصحاب الأموال والرئاسات، 

فقد تمنعهم أموالهم وشهواتهم ومناصبهم من الانقياد لشرع الله ودينه ، والإيمان بالرسل، 

أما الفقير ما عنده شيء يمنعه، فيؤمن بهم ، ولهذا صار أكثر أهل الجنة هم الفقراء؛ 

لأنهم ينقادون لشرع الله ودينه، 

أما الأغنياء والكبراء والرؤساء ، فالغالب أنهم يستكبرون، فلا ينقادون للشرع، 

بل رئاساتهم وأموالهم تمنعهم من الانقياد للشرع والإيمان بالله ورسوله. 

 

--------------------

No comments:

Post a Comment