Thursday, October 23, 2014

🌴الدرس (5) شرح أصول السنة

🌴كتاب شرح أصول السنة
للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

🌸معنى السنة وعلاقتها بالقرآن 

🍄والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسنة تفسر القرآن،وهي دلائل القرآن،
وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى.
---------------------------
🍄يقول المؤلف - رحمه الله - وهو الإمام أحمد: "السنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
🌳والآثار: هي أقواله وأفعاله وتقريراته، 
ما أُثر عنه عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير، فهذه هي السنة.

🍄وقوله: "والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن"، 
🌳أي: السنة تفسر القرآن وتوضحه، 
فإذا كان الدليل من القرآن مُجملاً، فالسنة تفصل هذا المجمل، 
وإذا كان مُبهماً فالسنة توضحه، 
وإذا كان عاماً فالسنة تخصصه؛ 

فالسنة لها مع القرآن ثلاثة أحوال: 
🍁الحالة الأولى: أن تأتي السنة بأحكام تُماثل الأحكام التي جاءت في القرآن؛
فهذا من باب تناصر الأدلة وتضافرها. 

فمثلًا: 🌱أوجب الله في القرآن الصلاة، وجاء في السنة وجوب الصلاة، 
🌱وأوجب الله في القرآن الزكاة، وجاء في السنة وجوب الزكاة، 
🌱وأوجب الله في القرآن صيام رمضان، وجاء في السنة وجوب صيام رمضان، 
🌱وأوجب الله في القرآن وجوب الحج، وجاء في السنة وجوب الحج، 
🌱وأوجب الله في الكتاب بر الوالدين، وجاء في السنة بر الوالدين، 
🌱وجاء في الكتاب صلة الأرحام، وجاء في السنة صلة الأرحام، 
فهذا – كما سبق - من باب تضافر الأدلة وتناصرها.
فأتت – كما في الأمثلة المتقدمة - السنةُ بأحكامٍ مثل الأحكام التي أتت في القرآن. 

🍁الحالة الثانية: أن يأتي القرآن بأحكام مُجملة، أو أحكام مطلقة، أو أحكام عامة،
فتأتي السنة بأحكام تبين المجمل، 
وبأحكام تقيد ذلك المطلق، 
وبأحكام تخصص ذلك العام، 
فتكون السنة مخصصة للعمومات التي جاءت في القرآن؛ 

مثل قوله سبحانه وتعالى:🌹 {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم}(آل عمران 173)
فالمراد من لفظ الناس في قوله: 🌹{قال لهم الناس} الكُفار، وهو لفظ عام، 
والمراد من لفظ الناس في قوله:🌹 {الذين قال لهم الناس} المؤمنون. 

وكذلك – كما أشرنا – أنَّ الحكم قد يأتي في القرآن مجملاً أو مطلقاً،
فتأتي السنة، فتبينه، أو تقيده، وفي كتب أصول الفقه أمثلة في ذلك.

🍁النوع الثالث: أن تأتي السنة بأحكام جديدة ليست في القرآن،
فيجب في هذه الحالة العمل بها، 
مثل: تحريم الجمع بين المرأة وعمتها، 
وتحريم الجمع بين المرأة وخالتها، 
فهذا الحكم ليس في القرآن، 
فلا يجوز للرجل أن يتزوج المرأة وعمتها، أو المرأة وخالتها، 
قال النبي صلى الله عليه وسلم:🍀 "لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها"(أخرجه البخاري ومسلم والنسائي)،
🍀"إنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم" (زيادة حسنة أخرجها الطبراني وابن حبان)

ومما جاء في السنة من المحرمات التي ليست في القرآن،تحريم 🍀 "كل ذي ناب من السباع"(أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي) ، 
وتحريم 🍀"كل ذي مخلب من الطير"(أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد)،

فهذا ليس في القرآن تحريمه نصاً، لكن يجب العمل به،

ومن الأمثلة ما جاء في السنة من العقل الديات كقوله: 🍀"ولا يقتل مسلم بكافر" وهكذا؛ 
🍄ولهذا قال الإمام - رحمه الله- "والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن"؛ يعني: أنها تدل عليه. 

🌳ومعنى قوله: "وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء،
إنما هو الاتباع وترك الهوى" 
🌳أي: ليس في السنة قياس تقيس فيها شيئا على شيء. 

أما القياس الشرعي الذي يستند إلى النصوص، فهذا ليس من الأقيسة العقلية، 
فالمراد هنا ما يُسمى بالقياس العقلي، 

أما القياس الشرعي فلا مانع منه، كأن يُقال: جاء الشرعُ بتحريم الربا – مثلًا - في البُر،                                                               فيأتي الفقيه ويقيس عليه الأرز، فيقول الأرزُّ كالبُرِّ في هذا الباب، 
بجامع الطعم في كل منهما، أو بجامع الادخار، أو بجامع الكيل والوزن، 
فهذا قياس شرعي، وليس داخلاً في قوله: "ليس في السنة قياس"
لأنه يعني به: القياس العقلي، لا الشرعي.

فالسنة ليس فيها قياس، فلا يقاس فيها بالعقول بالمعنى الذي شرحناه. 

وإليه أشار بقوله🍄 "ولا تضرب لها الأمثال، ولا تُدرك بالعقول، ولا الأهواء،
إنما هو الاتباع وترك الهوى". 

🌻جاء عن الأوزاعي - رحمه الله- أنه قال: (عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك بالقول)
هذا رواه الآجري في الشريعة بإسناد صحيح كما قال مُحققالكتاب.

🌻وقال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، إمام أهل السنة والجماعة في عصره:
(واعلم رحمك الله أنه ليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، 
ولا تتبع فيها الأهواء، بل هو التصديق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم،
بلا كيف ولا شرح، ولا يقال: لم ولا كيف)

وسيأتي كلام الإمام أحمد في تفسير: ولا يقال: لم؛ أي: لا يقال: لم – يعني - في الأفعال؛ 
مثل: لِمَ فعل الله كذا؟ 
ولا يقال: كيف في الصفات؟ 
أي: لا يقال: كيفية صفات الله كذا، وكيفية الاستواء كذا. 
وهكذا في سائر صفاته؛
لا يقال فيها: كيف؟ ولا يسأل عن الصفات بكيف؟ ولا يسأل عن الأفعال بلم؟ لا يقال: لم؟ ولا كيف؟

فحاصل ما تقدم: 🌷أن الكلام والخصومات والجدال والمراء في الدين: مُحدَث؛ 
لأنه يقدح الشكَ في القلب؛ 
فلهذا ينبغي ترك الخصومات والجدال؛ 

فالسنة ليس فيها قياس عقلي، وليس فيها جدال، 
ولا تُضرب لها الأمثال، ولا تُدرك بالعقول والأهواء، 
إنما هو الاتباع - اتباع الدليل
🌳أي: الكتاب والسنة - وترك الهوى؛
🌳أي: ما يهواه الإنسان ويميل إليه، وما يوافق عقله وهواه،ومما يُبتدع في دين الله. 
والله أعلم.
-------------------------
🌸معنى السنة وعلاقتها بالقرآن .
(1) ما معنى الآثار؟
(2) ما معنى "والسنة تفسر القرآن وهي دلائل القرآن"، 
(3) كم حالة السنة لها مع القرآن؟ فصِّلي مع ذكر الأمثلة
(4) ما معنى قوله: "وليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال،ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هو الاتباع وترك الهوى"  
(5) ما الفرق بين القياس العقلي والشرعي؟
(6) اذكري أقوال : الأوزاعي، والبربهاري ، 
(7) لماذا الكلام والخصومات والجدال والمراء في الدين: مُحدَث؟ وماذا يجب تجاهه؟
(8) أكملي: فالسنة ليس فيها ...............، وليس فيها .............، 
ولا تُضرب لها ...........، ولا تُدرك بـ...........و..............، 
إنما هو الاتباع - اتباع ..............
أي: ..........و............ وترك الهوى؛
(9) ما معنى ترك الهوى؟ 
-----------------------------

No comments:

Post a Comment