Thursday, October 16, 2014

🌴الدرس (4) شرح أصول السنة

🌴كتاب شرح أصول السنة
للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
                                                                                         
🌸المقصود بأصول السنة:

أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع، 
وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراء والجدال والخصومات في الدين، والسنة عندنا.
---------------------------
الشرح:
🌱الأصول جمع أصل، وهو ما يبنى عليه غيره، 
فالأصول التي تنبني عليها السنن: 
التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، وترك البدع. 

وقول الإمام أحمد: "هذه أصول السنة عندنا" معناه: أننا معشر أهل السنة، 
أصول السنة عند الأئمة والعلماء: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم وترك البدع. 
                                                                                             
فالصحابة رضوان الله عليهم، هم أفضل الناس، لا كان ولا يكون مثلهم، 
والصحابة جمع صحابي، 
🍂والصحابي هو: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا، ومات على الإسلام، 
هذا أصح ما قيل في تعريف الصحابي. 
أنه: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا ولو لحظة، ثم مات على الإسلام.
وهذا أولى من قول: مَن قال في حدِّ الصحابي أنه: "من رأى النبي صلى الله عليه وسلم" 

فالتعبير الأول أصحّ؛ ليدخل فيه العميان، كعبد الله ابن أم مكتوم، 
فإنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يره؛ لأنه أعمى، فهو صحابي، 
لذلك كان التعبير بلقي أولى من التعبير برأى.

فكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا، - ولو لحظة - ومات على الإسلام، فهو صحابي، 
ويشمل ذلك صغار الصحابة، وأطفالهم، الذين حنَّكهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهم صحابة أيضاً.

والصحابة يتفاوتون؛ ويختلفون في الصحبة يختلفون، كما سيبين المؤلف رحمه الله، 
فالذي طالت صحبته أفضل ممن لم تطل صحبته، 
والأعراب الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم وآمنوا ليسوا كالصحابة الذين لازموا النبي صلى الله عليه وسلم سنين وأشهراً، فكلٌّ له نصيبه،وكلٌّ له حظه من الصحبة، لكن يجمعهم وصْفُ الصُّحبة.

🍃ومزية الصحبة خاصة بالصحابة لا يلحقهم من بعدهم من التابعين والأئمة.
فصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وسماع كلامه، والجهاد معه؛
هذه مزية خاصة للصحابة لا لغيرهم، 
حتى لو فاق بعض التابعين الصحابة مثلًا في العبادة، فإنه لا يستطيع أن يصل إلى مرتبة الصحبة، فالصحية مزية خاصة، 

ولهذا لما أراد بعض الناس أن يقارن بين عمر بن عبد العزيز، ومعاوية بن أبي سفيان. 
عمر بن عبد العزيز الورع العادل المعروف  بذلك، ومعاوية الصحابي الجليل، 

قال بعض أهل العلم: الغبار الذي دخل في أنف معاوية في جهاده مع النبي صلى الله عليه وسلم، يُعدل بورع عمر بن العزيز. 
نعم؛ عمر بن عبد العزيز له فضله، وله مزيته، لكن لا يلحق مرتبة الصحبة؛
الصحبة مزية خاصة للصحابة، فلا كان ولا يكون بعدهم مثلهم، 
ولا يمكن أن يلحقهم من بعدهم أبدًا. 

🍂ولذلك الصحابة كلهم عدول، فلا ينبغي البحث في عدالتهم، 
أما من بعدهم فلا بد من البحث عن عدالتهم،
هل هم عدول أو ليسوا عدولاً،
هل هم ثقات أو ليسوا ثقات؟ 
هل هم ضابطون أو ليس كذلك؟
فكل واحد من رواة الحديث يبحث عنه الأئمةُ، وسواء أكان من التابعين فمَن بعدهم. 
وأما الصحابة فكلهم عدول، لا يُبحث عنهم، رضي الله عنهم وأرضاهم. 

وقد تقدم تعريف الأصل، عند شرح قول الإمام أحمد رحمه الله: "أصول السنة عندنا".

🌿أما السنة فهي: ضدّ البدعة، 
والبدعة هي: الحدث في الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: 
🍀"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"؛  
فكل حدثٍ في الدين؛ فهو بدعة. 

🌾والسنة: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولًا أو فعلًا أو تقريرًا، 
وقد تكون السنة واجبة، وقد تكون السنة مستحبة، وقد تكون فرضاً وأصلاً، 
فالسنة: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير. 

فأصول سنة الرسول عليه الصلاة والسلام - التي هي قوله وفعله وتقريره -:
التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، وترك البدع.

🌿والتمسك معناه: لزوم الشيء والتشبث به، وأخذه بقوة، وعدم تركه أو التهاون به، 
ومعناه هنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، بأن تحذوا حذوهم، وتفعل مثل فعلهم، وتقول مثل قولهم، وتعمل مثل عملهم.

وقوله: "ترك البدع" ، البِدَعُ: جمع بدعة، وهي الحدث في الدين،
والمعنى: أن من أصول الدين عندنا أيضاً: تركُ كل حَدَثٍ في الدين؛

ولهذا قال الإمام أحمد: "وكل بدعة ضلالة"، 
والأصل أن : هذا جزءٌ من حديث العرباص بن سارية رضي الله عنه؛ 
قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة؛ ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب،
فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فأوصنا - وفي لفظ: فماذا تعهد إلينا؟- 
فقال: "أوصيكم بتقوى الله"؛ يعني: الزموا تقوى الله. وتقوى الله خشيته، وخوفه، ومراقبته. 

🌻وأصل التقوى: توحيد الله وإخلاص الدين لله.
🍀"أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة"؛ يعني: السمع والطاعة لولاة الأمور.
"وإن عبدًا حبشيًا" - وفي لفظ "وإن أُمِّرَ عليكم عبدٌ حبشي"،
"فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة".
وهذا حديث صحيح رواه عدد من الأئمة، 
رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن أبي عاصم في السنة، وأبو داود والترمذي وابن ماجه، والحاكم والآجري في الشريعة والطبراني وغيرهم كما ذكر محقق هذه الرسالة عمرو بن عبد المنعم سليم. 

فالإمام أحمد - رحمه الله - يقول: أصول السنة عندنا:
التمسك بما كان عليه أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم،وترك البدع، 
ثم قال: وكل بدعة فهي ضلالة. 

🌻وأشار بقوله: "وترك الخصومات في الدين" هذا أصل من أصول السنة، 
وهو: ترك الخصومات في الدين، 
الخصومات جمع خصومة، وهي الجدال والنزاع، 
والمعنى: لا تجادل ولا تخاصم في الدين ولا تمار، فالدين ليس فيه خصومات، 
وأصل الدين هو: ما يدين الإنسان به ربه من العبادات، 
والعباداتُ التي يدين بها الإنسان ربه توقيفية؛
مأخوذة من الكتاب والسنة، فلا مجال للجدال فيها، 
فما ثبت في الكتاب والسنة فهو من الدين ومن العبادة،
لذلك: فإن خاصمك وجادلك فيه أحدٌ؛ أو إذا تخاصم الناس وتنازعوا،
فإن هذا النزاع يُرد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ 
لقول الله عز وجل في كتابه العظيم: 🌹{فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى اللهِ والرسولِ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} (النساء 59)
وحينئذ تزول الخصومة، برد هذه الخصومة؛ وهذا النزاع إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم. 

🌱والرد إلى الله هو: الرد إلى كتابه، 
🌱والرد إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، هو: الرد إليه في حياته، 
والرد إلى سنته بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، 
وقال تعالى:🌹 {وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى اللهِ} (الشورى 10)
فلا خصومات في الدين. 

*********************
🌸المقصود بأصول السنة:

(1) ما هي الأصول؟
(2) ما هي أصول السنة عند الأئمة والعلماء؟
(3) ما هو أصح ما قيل في تعريف الصحابي؟ ولماذا؟ وماذا يشمل؟
(4) كيف يتفاوت ويختلف الصحابة في الصحبة؟
(5) ما هي مزية الصحبة؟
(6) اذكري المقارنة بين عمر بن عبد العزيز ومعاوية بن أبي سفيان. 
(7) هل الصحابة ومن بعدهم كلهم عدول؟ 
(8) عرفي السنة؟ والبدعة؟ مع ذكر الدليل
(9) ما معنى التمسك؟
(10) ما معنى قوله: "ترك البدع"؟
(11) اذكري حديث العرباص بن سارية رضي الله عنه؟
(12) ما معنى تقوى الله؟ وما أصلها؟
(13) ما معنى "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة"؟
(14) ما معنى الخصومات؟
(15) ما هو أصل الدين؟
(16) ما معنى أن العباداتُ التي يدين بها الإنسان ربه توقيفية؟ فصِّلي مع ذكر الدليل
(17) كيف يكون الرد إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم؟ مع ذكر الدليل

**********************

No comments:

Post a Comment