Thursday, November 12, 2015

الدرس (٤٥) شرح أصول السنة

🌴الدرس (45) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

🌸فضل التابعين ومن بعدهم 

 

🍄المتن: قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: ثم أفضل الناس بعد هؤلاء؛ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بُعث فيهم، وكل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه؛ فهو من أصحابه، له من الصحبة على قدر ما صحبه، وكانت سابقته معه، وسمع منه ونظر إليه نظرة. 

 

فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه، ولو لقوا الله بجميع الأعمال، كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وسمعوا منه أفضل لصحبته، من التابعين، ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة، ولو عملوا كل أعمال الخير. 

ـــــــــــــــ 

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: 

 

فهذا المبحث في الصحابة وفضلهم، ومضى أن الإمام -رحمه الله- قد بيَّن خير هذه الأمة بعد نبيها، هو أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، وأنه يقدم هؤلاء الثلاثة، كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يختلفوا في ذلك. 

 

وأيضا: فإنهم يربعون بعليّ، كما ذكر العلماء في عقائدهم، وكما نقل عن الإمام أحمد -رحمه الله-،

مع أنه في هذه العقيدة ذكر الثلاثة، لكن لم يذكر الرابع؛

لأن في مذهب الإمام أبي حنيفة خلافاً في الفضيلة بين عليّ وعثمان،  

فروي عن الإمام أبي حنيفة أن عليا أفضل، 

ولكن الجماهير على أن عثمان أفضل، 

وروي عن أبي حنيفة أنه رجع عن هذا القول، 

وعلى هذافيكون الاتفاق حاصلاً بين المذاهب، على تقديم عثمان على عليّ.

 

💐على أن الخلفاء الراشدين هم أفضل الناس بعد الأنبياء، 

ولهذا قال أبو حاتم الرازي، وأبو زرعة في الاعتقاد الذي أجمع عليه أهل الأمصار، 

قالا: خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، 

ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- 

وهم الخلفاء الراشدون والمهديون.

هكذا جاء في عقيدة أبي حاتم، وأبي زرعة الرازيين. 

 

💐قال: ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة.

 

وذلك أنه لما طُعن عمر رضي الله عنه قالوا: استخلف يا أمير المؤمنين،

فقال: ما أرى أن تكون الخلافة إلا في هؤلاء النفر الذين توفي عنهم الرسول وهو راضٍ عنهم، 

وسمى عثمان، وسمى عليا، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعدا، 

فهؤلاء ستة ليسوا خمسة، أصحاب الشورى، 

لكن لما ذُكر عثمان وعلي في خير هذه الأمة، يكون الباقي من أهل الشورى  دون عثمان، وعليّ بن أبي طالب  أربعة فيكون أفضل الناس بعد الأنبياء: الخلفاء الأربعة، مع من بقي من أهل الشورى، وهم أربعة،

فيكون مجموعهم ثمانية.

 

ويضاف إليهم بقية العشرة المبشرين بالجنة، 

وهم: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، 

فيكون أفضل الأمة بعد نبيها، العشرة المبشرين بالجنة، 

وأفضلهم: الخلفاء الراشدون الأربعة؛ وهم أفضل الصحابة على الإطلاق.

 

ولما ذكر الإمام أحمد رحمه الله ، أن خير هذه الأمة بعد نبيها هؤلاء الثلاثة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، 

ولا نذكر عليا؛ لأن فيه خلافا في مذهب أبي حنيفة؛

يعني: في المفاضلة بين علي وعثمان:

واستدل بحديث ابن عمر أنه قال: "كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وأصحابه متوافرون، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، ثم نسكت  وهذا حديث صحيح. 

 

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم بَشَّرَ العشرة  الذين مضت تسميتهم  بالجنة،

وقال:🍀 "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة عامر بن الجراح في الجنة"

فهؤلاء هم العشرة المشهود لهم بالجنة. 

 

ثم يليهم: الذين شهدوا بدراً، وهم قسمان: أنصار ومهاجرون، وهم متفاوتون، 

فمنهم: الذين حضروا بدراً مِمَّنْ تقدم إسلامه، ومنهم من تأخر، 

وإن كان شهودهم لها جميعاً في السنة الثانية من الهجرة،

لكن بعضهم تقدم إسلامه مثل الصديق، ومثل عمر، وعثمان، وبعضهم أسلم متأخراً عنهم.

 

وكذلك أهل الهجرة: منهم من تقدم في الهجرة، ومنهم من تأخر.

فأهل بدر أفضل من المهاجرين ومن الأنصار، 

لكن أهل بدر من المهاجرين يتفاوتون في الهجرة والسابقة؛

فمن سبق للإسلام: كان أفضل، ومن تقدمت هجرته: كان أفضل. 

 

والأنصار الذين حضروا بدر يتفاوتون في السابقة، فمن سبق إسلامه: فهو أفضل.

 

ثم يليهم: أهل بيعة الرضوان، لم يذكرهم المؤلف وهم الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، 

وكانوا ألفا وأربعمائة، وفي بعض الروايات ألف وخمسمائة، 

والصواب: أنهم ألف وأربعمائة وكسر، 

ومن قال: كانوا ألفاً وأربعمائة؛ حذف الكسر، 

ومن قال: كانوا ألف وخمسمائة؛ جبر الكسر.

 

ومن المشهود لهم بالجنة: الحسن والحسين،

شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: 🍀"الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"  . 

 

كذلك ابن عمر، قال له النبي صلى الله عليه وسلم:🍀 "لن تراع

لما رأى الرؤيا، أنه يُذْهَبُ به إلى النار، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال. 

فهذه شهادة له بالجنة.

 

----------------------------- 

No comments:

Post a Comment