Thursday, November 5, 2015

الدرس (٤٤) شرح أصول السنة

🌴الدرس (44) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

(تابع) أسئلة متنوعة:

 

أحسن الله إليكم هذا سائل من الجزائر يقول: 

إذا كان العمل يشتمل على عدة فضائل فهل يشترط استحضار كل تلك الفضائل كلها ؟ 

الجواب: إذا استحضر الإنسان فضيلة العمل فإنه يؤجر عليه،

فعلى الإنسان أن ينوي ذلك الفضل ويستشعر الإخلاص، ويستشعر أيضاً أنه يؤدي الواجب،

فمثلا: إذا أنفق الإنسان على أهله فقد أدى الواجب؛ ومن أدى الواجب: أثابه الله، 

لكن إذا احتسب الأجر، أثابه الله ثوابا آخر، وهو ثواب الاحتساب، 

وإلا فمن أدى الواجب، فهو مثاب، كما أن من لم يؤد الواجب فهو معاقب، 

لكن إذا استشعر الإنسان واحتسب الأجر عند الله؛ فإنه يكون مثاباً ثوابا آخر كما قلنا. 

-----------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: ما حكم من قال إن خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه امتداد لخلافة الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وخلافة عثمان رضي الله عنه فجوة بينهما ؟ 

الجواب: هذا ضال! معنى هذا أنه لا يعترف بخلافة عثمان!! 

وقد قال العلماء، من فَضَّل عليا على عثمان؛ 

يعني: من قدم عليا على عثمان في الخلافة، فقد أزرى بالمهاجرين، والأنصار؛ 

يعني: احتقرهم، وسَفَّهَ رأيهم؛ لأنهم أجمعوا إجماعا كاملا على خلافة عثمان، 

ولم يحصل مثل هذا الإجماع، مثلما حصل لعثمان، 

وخلافة الصديق رضي الله عنه تأخر علي وجماعة عنها؛ 

تأخر علي رضي الله عنه  لما غاضبت فاطمة أبا بكر؛ 

لما طلبت إرثها من النبي صلى الله عليه وسلم، 

وبين لها أبو بكر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث، 

أما عثمان خلافته إجماعاً، وليس هذا طعناً في أبي بكر خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم وأولاهم وأحقهم بالإمامة.

والمقصود: أنه كيف يقال بعد هذا: إن خلافته فجوة؟!

فهذا القول لم أسمع من يقوله حتى الشيعة، بل هو قول جاهل جهلاً مركباً، 

أو عنده خلل في التصور والاعتقاد تجاه الصحابة نعم والخلافة . 

------------------------ 

أحسن الله إليكم سائل من المغرب يقول: ما هو حكم الصلاة في المساجد التي وضع داخلها تلفاز ودش، 

وتبث من خلالها المسلسلات التي تحتوي على النساء والرجال معا؟

الجواب: هذه  مصيبة، فإذا كانت تبث وقت الصلاة؛ يعني: والناس يصلون؛ 

فالصلاة صحيحة، لكن يجب أن يطهر المسجد منها من هذه الأجهزة الخبيثة، 

بل يجب أن يطهر البيت منها، وأولى أن تُطَهَّر المساجد من هذه الأجهزة الخبيثة؛ 

لأن المسجد إنما بني لذكر الله وللعبادة، فكيف يُذكر الله في وقت تُبث فيه هذه الشرور؟! 

فيجب تطهير المسجد من هذه الأجهزة الخبيثة وإخراجها منه،  

ومن بُلي بشيء من هذه الأجهزة الخبيثة، فليجعلها في مكان آخر غير المساجد.

------------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هل نعتقد أن الله عز وجل يخلق معاصي العباد ؟ 

الجواب: المعتزلة هم الذين يقولون: إن الله لا يخلق المعاصي، 

مع أن الله تعالى يقول في كتابه: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } (الرعد 16)، 

وقال: { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } (الفرقان 2) ،

نقول للمعتزلة: هل يقع في ملك الله ما لا يريد؟ إذا قلتم: نعم، فقد جعلتم الله عاجزا؛ 

يقع في ملكه شيءٌ لا يريده ولا يستطيعه !!

فقول المعتزلة باطل؛ لأن الله خالق كل شيء في هذا الكون، 

ولا يمكن يقع في ملك الله ما لا يريد، 

لكن المعاصي خلقها لحكمٍ وأسرار، ترتبت عليها، كما بينا سابقاً. 

 

من الحكم: وجود العبادات المتنوعة؛ كعبودية الجهاد في سبيل الله، وعبودية الصبر على الهوى، 

عبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعبودية الولاء والبراء، وعبودية الحب في الله والبغض في الله، 

فهذه بعض من الحكم والأسرار.

فالله لا يريدها شرعا ولا دينا، ولكنه خلقها أرادها كونا وقدرا؛لما يترتب عليها من الحكم والمصالح

--------------------------

أحسن الله إليكم، يقول السائل: لو اجتمع في شخصين الهجرة والسابقة فمن يقدم ؟

الجواب: السابقون الأولون كلهم هاجروا إلى المدينة، 

فلهم أجر السبق والهجرة، ولكن السابق الذي تأخر عن الهجرة، 

فإنه يفوته من الأجر بحسب ذلك.

لكن المعروف من الصحابة ما تأخر منهم إلا المستضعفون الذين بقوا في المدينة، من الذين عجزوا عن الهجرة

--------------------------

أحسن الله إليكم: يقول السائل: هل يسمع الميت كلام الحي أم لا ؟ 

الجواب: الله تعالى يقول: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}(النمل 80)، 

ويقول: { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (فاطر 22)،

هذا هو الأصل؛ لأن الميت انقطعت علاقته بالدنيا، إلا ما دل الدليل على استثنائه،

كما في حديث: "إنه ليسمع قرع نعالهم

يعني: إذا تولوا عنه وانصرفوا،

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحد يسلّم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي فأردّ عليه السلام".

وكذلك أهل بدر الكفار الذين وُضعوا في قليبِ بدر ناداهم النبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا كلامه.

وعلى هذا: فالأصل أن الميت لا يسمع ولا يعلم؛ لأنه انتهى ليس من أهل الدنيا، 

والله تعالى يقول{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}(النمل 80)

ويقول: { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} (فاطر 22)،

إلا ما استثناه الدليل كما قلنا

--------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: ما هي علامات الساعة الكبرى ؟

سبق الكلام عليها تفصيلاً، فأغنى عن إعادتها.

-------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هل مَنْ غلبه النوم عن صلاة الفجر دائما مع أخذه بالأسباب المعينة على الاستيقاظ: يُعَدُّ كافرا؛ لأجل ذلك علما بأنه لا يصليها إلا بعد طلوع الشمس ؟

الجواب: أن من أخذ بالأسباب التي تعينه على الاستيقاظ مُبكراً، لكن غلبه النوم، 

فلا يكون حكمه حكم من يتهاون فيها ولا يأخذ بالأسباب، كما سبق تفصيله.

----------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: ما العمل، حيث إن بعض أقاربنا لا يصلون الفجر إلا الساعة السابعة دائما،

فهل يكفرون، مع أننا نصحناهم كثيرا؟ وهل يجوز أن نأكل ونشرب معهم؟ 

الجواب: عليك بالاستمرار في النصيحة، وتذكيرهم وتخويفهم بالله، وحثهم على النوم مبكرين , 

وعليك أن تُهدي لهم أشرطة وكتيبات تفيدهم في هذا الباب، 

أو تستعين بمن يعينك على نصحهم أيضا؛ من الأقارب الذين يُقدِّرُونَهُم أو من الجيران،

أو من إمام المسجد، أو من الدعاة، أو من رجال الحسبة، 

لعل الله أن يهديهم بهذه الأسباب؛ فيكون لك مثل أجرهم

-----------------------

أحسن الله إليكم يقول السائل: هل لتوزيع المياه في المقابر أصل عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، 

وهل توزيعها داخل المقابر داخل في الصدقات؟ 

الجواب: لا نعلم أن الماء كان يوزع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، 

فالأصل أنه لا يوزع؛ لأن الوقت ليس بوقت أكل ولا شرب، 

بل هذا الوقت يُدفن فيه الميت، ثم ينصرف الناس، فلا حاجة إلى فعله، بل تركُ ذلك أولى،

ولهذا أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمنع، وأنه لا يجوز، 

وقد يكون هذا الفعل وسيلة أيضا إلى التوسع في هذا، 

قد رأينا بعضهم يتوسع حتى صار بعض الناس يوزع العصير!!

وقد يَجُرُّ هذا إلى أمور أخرى مثل جعل مظلة يجلس تحتهاالناس وهكذا، 

المقصود: أنه لا ينبغي التوسع في مثل هذا، 

والله أعلم.

******************

No comments:

Post a Comment