🌴الدرس (42) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
🌸أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
هؤلاء الروافض هم الذين غلوا في أهل البيت،
وعبدوهم من دون الله، وكَفَّروا الصحابة، وسبوهم، وعادوهم،
وتكفير الصحابة ومعاداتهم تكذيب لله؛
لأن الله زكاهم، وعدلهم، ووعدهم الجنة؛
قال تعالى🌹: { وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ۚ } (النساء 95)، وهي الجنة،
وقال🌹: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } (الفتح 18)،
وقال صلى الله عليه وسلم:🍀 "لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة"،
وقال تعالى🌹: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ} (التوبة 100)،
وقال:🌹 { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}(الفتح29)،
ثم قال في آخر الآية🌹: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِمِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾}(الفتح 29)،
فمن كفرهم فقد كذب الله، ومن كذب الله كفر.
فعلى هذا: يكون الروافض كَذَّبوا الله، فيكونون كفارا،
وكذلك هم كذبوا الله في أن القرآن محفوظ،
وزعموا أن القرآن لم يبق منه إلا الثلث، وأنه ضاع ما يقرب من ثلثيه،
وهذا تكذيب لله في قوله:🌹 { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُلَحَافِظُونَ }(الحجر 9)،
فمن عقائدهم الباطلة:
أن الصحابة كفروا وارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم،
وأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن الخليفة بعده عليّ بن أبي طالب،
لكن الصحابة أخفوا النصوص بذلك !!
ثم ادعوا أنه نص على الخلفاء من بعدهم، وأن الخليفة الثاني هو الحسن بن علي،
والخليفة الثالث: الحسين بن علي، ثم علي بن الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي الباقر،
ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم،
ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي الجواد،
ثم علي بن محمد الهادي، ثم الحسن بن علي العسكري،
ثم الثاني عشر: محمد بن الحسن، الخلف، الحُجة، المهدي المنتظر،
الذي دخل سرداب سامراء في العراق سنة ستين ومائتين، ولم يخرج إلى الآن.
فالرافضة يزعمون أن هؤلاء الأئمة؛
نصَّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أيضاً معصومون؛
يعني: لهم العصمة؛ لئلا يُخلي اللهُ العالمَ من لُطفه ورحمته،
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن هؤلاءالاثنى عشر هم الخلفاء والأئمة من بعده،
فيكون الصحابة بهذا قد كفروا وارتدوا؛ لما أخفوا النصوص، وولوا أبا بكر وعمر؛ زوراً وبهتاناً، ثم ولوا عثمان؛ زورا وبهتانا، ثم وصلت النوبة إلى الخليفة الأول علي.
وقولُ الروافض هذا تكذيب لله؛ لأن الله زكَّى الصحابة،وعدَّلهم، ووعدهم الجنة.
والعجيب أن محمد بن الحسن الذي يسمونه المهدي، مات أبوه الحسنُ بن علي العسكري مات عقيما، ولم يعقّب!!
لكن الرافضة اختلقوا له ولداً، وزعموا أنه دخل السرداب سنة ستين ومائتين، وما خرج إلى الآن!
وقالوا إن أمر الأمة موقوف على خروجه،
وأنه ليس هناك طريق للسعادة، ولا دخول الجنة، إلا عن طريق هذا الإمام الذي دخل السرداب!
وعلى هذا: يكون أول الأشقياء المعذبين؛ هم الرافضة؛
لأنهم ما عرفوا حاله ولا عرفوا ما يأمر به، ولا ما ينهى عنه؛ فيكونون هم الأشقياء حقاً.
ثم كيف يعلق الله أمر الأمة على شخص موهوم!؟
والمرأة إذا تأخر عنها زوجها، وغاب عنها زوجها، ورفعت أمرها إلى الحاكم؛ يفسخ عقدها؛ لرفع الضرر عنها، فكيف تُجعل الأمة كلها مربوطة بشخص موهوم، لا حقيقة له،
ويقال: لا طريق ولا جهاد حتى يخرج المهدي؟!
لأنهم يقولون: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي من السرداب،
وينادي مناد من السماء: أن اتبعوه!!
فمهديُّ الشيعةِ خرافة لا حقيقة له؛ لأنه لا وجود له أصلاً، ومات أبوه عقيماً؛ ولم يولد له،
ولو قُدِّر أنه موجود فكيف يعيش هذه المدة في السرداب،
وقد مضى عليه كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أربعمائة سنة، - وهذا في زمانه –
ونحن نقول: مضى عليه ألف ومئتا سنة ولم يخرج إلى الآن. فهو شخص خرافة لا حقيقة له.
وأما بقية فرق الشيعة، كالزيدية وغيرها، فإنهم يفضلون عليا على عثمان، هؤلاء مبتدعة،
مع أن علياً رضي الله عنه طلب الذين يسبون أبا بكر وعمر؛ ليقتلهم،
وطلب الذين فضلوه على عثمان؛ ليجلدهم ثمانين جلدة؛حد المفتري.
ويروى عن الإمام أحمد -رحمه الله- أن من سب الشيخين: أبا بكر وعمر: كفر.
وروي عن الإمام أحمد أيضا، أنه يكَفِّر من كَفَّرَ الشيخين أو سبهما،
وهذا التكفير يشمل من كَفَّرَ الصحابة كلهم؛ لأنه تكذيب لله الذي عدّلهم في القرآن، وأثنى عليهم،
أما السب فهذا فيه تفصيل، إن سبهم لدينهم: كَفَرَ،
وإن سبهم للغيظ الذي في قلبه، فإنه يكون فاسقا،
وأما سبُّ أو تكذيب الواحد والاثنين من الصحابة فلا يُعد كفراً.
والنواصب عكسهم، وهم الذين عادوا أهل البيت
فإنهم يسمون: النواصب وهم الخوارج الذين ينصبون العداوة لأهل البيت.
ففي مقابل الروافض الذين عبدوا أهل البيت: النواصب،
فهما في أهل البيت على طرفيْ نقيض،
فالنواصب عادوهم، وأبغضوهم، وكفروهم،
ومذهب السلف وسط بين الروافض والنواصب،
يحبون أهل البيت، ويوالونهم، ولكن لا يعبدونهم من دون الله،
ويحبون الصحابة ويوالونهم وينزلونهم منزلتهم اللائقة بهم،
بالعدل، والإنصاف، لا بالهوى، والتعصب والاعتساف.
فعقيدة أهل السنة والجماعة: أن الصحابة – رضوان الله عليهم – خير الناس، وأفضل الناس بعد الأنبياء:
لا كان ولا يكون مثلهم،
وأولهم: الخلفاء الراشدون، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم أهل بدر، ثم يليهم المهاجرون والأنصار، ثم أهل بيعة الرضوان؛ الذين بايعوا تحت الشجرة، وكانوا ألفاً وأربعمائه.
******************
No comments:
Post a Comment