Thursday, October 15, 2015

الدرس (٤١) شرح أصول السنة

🌴الدرس (41) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم

 

🍄المتن: قال المؤلف رحمه الله تعالى: "وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة، علي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير،وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، كلهم يصلح للخلافة، وكلهم إمام، ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وأصحابه متوافرون، أبو بكر وعمر وعثمان، ثم نسكت"، ثم من بعد أصحاب الشورى؛ أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ على قدر الهجرة والسابقة، أولا فأول، ثم أفضل الناس بعد هؤلاء؛أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بُعثفيهم"

ـــــــــــــــ 

هذا هو المقرر والمعتمد عند أهل السنة والجماعة: أنَّ خيرهذه الأمة بعد نبيها؛ أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، وأنَّ هؤلاء الثلاثة مقدَّمون على سائر الصحابة، كما قدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يختلفوا في ذلك. 

فخير هذه الأمة بعد نبيها، هو أبو بكر الصديق، فهو أفضل الناس بعد الأنبياء.

 

لكن عيسى - عليه الصلاة والسلام - إذا نزل في آخر الزمان يكون أيضا من أفراد هذه الأمة 

ولذلك يقال: خير الأمة بعد نبيها؛ نبي الله عيسى، ثم يليه الصديق، وهو خير الأمة بعد الأنبياء.

 

فنقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يختلفوا في ذلك  كما سبق - .

ثم بعد هؤلاء الثلاثة، علي بن أبي طالب، وهو الرابع،

وكانوا يُرَبِّعُونَ بعلي بن أبي طالب، 

أما هؤلاء الثلاثة فهم مُقَدَّمُون، وعلي رضي الله عنه هو الرابع، 

كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.

يُثَلِّثُون بعثمان، ويربعون بعلي، فهؤلاء الأربعة هم أفضل الناس. 

 

وترتيبهم في الفضيلة، كترتيبهم في الخلافة: أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان، ثم علي. 

 

وقد كان هناك خلاف بين السلف في تقديم عثمان على علي من جهة الفضل، 

وروي عن الإمام أبي حنيفة تقديم علي على عثمان في الفضيلة، لا في الخلافة، 

وروي عنه أنه رجع ووافق الجمهور، 

فكان ذلك إجماعا على تقديم عثمان على علي رضي الله عنه وهذا الخلاف المشار إليه، إنما هو في الفضيلة، 

لكن جماهير الصحابة على تقديم عثمان على علي رضي الله عنه أيضا في الفضيلة، 

أما الخلافة فلا يقدّم أحدٌ علياً على عثمان أبدا. 

 

فمن قدَّم عليا على عثمان في الخلافة، فهذا ضال عند أهل السنة والجماعة، 

ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله: من قدم عليا على عثمان فهو أضل من حمار أهله؛

يعني: الذي يُقدِّم علياً على عثمان في الخلافة، 

وقال: من قدم عليا على عثمان، فقد أزرى بالمهاجرين؛

يعني: احتقر رأيهم؛ لأن المهاجرين والأنصار أجمعوا على تقديم عثمان في الخلافة، 

ولهذا لما تشاور  الستة الذين جعل عمر رضي الله عنه فيهم الخلافة، 

وجعل الأمر لعبد الرحمن بن عوف، وصار يشاور الناس ثلاث ليال، 

ولما حضر الناس والمهاجرون والأنصار ووجهاء الناس، تشهد عبد الرحمن بن عوف، وحمد الله، ثم أثنى عليه، ثم قال: يا علي إني رأيت وجوه الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن لنا لنفسك عليك سبيلا، 

ثم قام وبايعه، وبايعه المهاجرون، والأنصار، والأمراء، والأجناد، وتمت له البيعة. 

 

فهذا إجماع على تقديم عثمان على علي في الخلافة، ولم يخالف في هذا أحد، ما عدا الرافضة،

لكنهم أهل بدعة، فلا يأخذ بقولهم، ولا يلتفت إلى خلافهم.

 

قال المؤلف -رحمه الله-: "ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة"، 

وهم الخمسة الذين سيذكرهم المؤلف، ومعهم عثمان، 

فيكون الصواب أنهم ستة: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.

فهؤلاء جعل عمرُ رضي الله عنه الأمر شورى بينهم، لما طُعن،

وقال: كلهم يصلحُ للخلافة، وكلهم إمام.

 

وذهب الإمامُ أحمدُ في التثليث بعثمان، والتربيع بعَليِّ، إلى حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: 

"كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي، وأصحابه متوافرون، أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نسكت"، 

قال عبد الله بن الإمام أحمد في السنة: "سألت أبي عن التفضيل بين أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي؟

فقال أبي رحمه الله: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي الرابع من الخلفاء"، 

قال : قلت لأبي: "إن قوما يقولون إنه ليس بخليفة؛ يعني: علياً ، قال: هذا قول سوء رديء. 

 

وقال: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له: يا أمير المؤمنين أفنكذبهم وقد حج بالناس عَلَيٌّ، وقَطَعَ، ورَجَمَ، وأقام الحدود، وقطع يد السارق، ورجم الزاني؟! فلا يكون هذا إلا خليفة"، 

قال: "قلت لأبي: من احتج بحديث عبيدة أنه قال لعلي: رأيك في الجماعة أحب إلي من رأيك في الفرقة، 

فقال أبي: إنما أراد أمير المؤمنين بذلك أن يضع نفسه بتواضع، 

قوله: خبطتنا فتنة، تواضع بذلك". فعلي بايعه أكثر أهل الحل العقد، فثبتت له البيعة. 

 

امتنع معاوية وأهل الشام؛ لأنهم طالبوا بدم عثمان، لا لأنه ليس أهلا للخلافة، 

فكانوا مُقرّين بالخلافة لعليّ، لكن يطالبون بدم عثمان أولاً،

وبعد الاقتصاص من القتلة، يبايعون علياً. 

 

وقال أبو حاتم، وأبو زرعة في ذكر الاعتقاد الذي أجمع عليه أهل الأمصار:

"وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهم الخلفاء الراشدون المهديون"

 

وقال البربهاري في شرح السنة: " قال طعمة بن عمرو، وسفيان بن عيينة: من وقف عند عثمان وعلي، فهو شيعي، لا يُعَدَّل، ولا يكلَّم، ولا يجالسَ، 

ومن قدم عليا على عثمان فهو رافضي، قد رفض آثار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،

ومن قدم الأربعة على جميعهم، وترحّم على الباقين، وكف عن زللهم فهو طريق الاستقامة والهدى في هذا الباب. 

 

وروى الخلال في السنة، بسند صحيح عن صالح ابن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه سأله عمن لا يفضل أبا بكر وعمر على غيرهما، قال: " السنة عندنا في التفضيل؛ ما قال ابن عمر كنا نعدّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ونسكت"

 

قال المصنف: " ثم بعد أصحاب الشورى، أهل بدر من المهاجرين"، 

يعني: يلونهم في الفضيلة، وأصحاب الشورى يكملون العشرة المبشرين بالجنة، 

ومنهم أيضا: أبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

ثم قال: "ثم أهل بدر من الأنصار"؛ 

لأن أهل بدر قسمان: مهاجرون وأنصار، 

فالمهاجرون أفضل، ثم يليهم الأنصار من بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم،

على قدر الهجرة والسابقة أولا؛ فأول من تقدمت هجرته؛ أفضل، ومن تقدم إسلامه؛ أفضل، 

والذي أسلم أولا وصلى إلى القبلتين أفضل، والذي أسلم قبل الحديبية؛ أفضل. 

 

ثم أفضل الناس بعد هؤلاء؛ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرنه الذي بُعث فيهم، 

إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " ،

وهذه القرون هي القرون المفضلة الثلاثة، 

وأما أهل البدع، فإنهم على خلاف معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة، 

وهم طائفتان: النواصب والروافض، 

الروافض الذين رفضوا زيد بن علي بن الحسين لما سألوه عن أبي بكر وعمر؟

فقال: هما وزيرا جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفضوه، فقال: رفضتموني؛ رفضتموني؛ فَسُمّوا: الرافضة، وكانوا قبل ذلك يسمون الخشبية، لأنهم قالوا: نقاتل بالخشب، ولا نقاتل بالسيف حتى يخرج المهدي. 

 

---------------------------- 

No comments:

Post a Comment