🌴الدرس (36) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
🌸الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
🍄المتن: قال المؤلف رحمه الله: "والإيمان قول وعمل يزيد وينقص كما جاء في الخبر: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".
ـــــــــــــــ
الشرح
عقيدة أهل السنة والجماعة: في الإيمان: أنه: قول وعمل؛يزيد وينقص،
كما جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم:🍀 "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".
وقال بعضهم: الإيمان قول وعمل ونية واتباع سنة.
وأصل الإيمان هو: التصديق في القلب، وقول القلب: هو تصديقه وإقراره،
وقول اللسان النطق وعمل، عمل القلب، وهو الاعتقاد والمحبة، والخوف، والرجاء، والرغبة، والرهبة،
🌼ولهذا قال روى عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة، عن أبيه،
أنه قال لما سئُل عن الإرجاء قال: نحن نقول: الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص،
إذا زنى وشرب الخمر نقص إيمانه،
🌼وروى إسحاق بن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: أدركنا الناس وهم يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ونية صادقة.
هذا هو مذهب السلف رضوان الله عليهم،
قد قرر هذا العلماء في أصول السنة، كالآجري في الشريعة
وعن عبد الرزاق الصنعاني وقال: سمعت مالكا، والأوزاعي،وابن جريج، والثوري، ومعمراً، يقولون: الإيمان: قول وعمل، يزيد وينقص.
🌼وكذلك روى الخلال في السنة، عن الإمام أحمد أنه قال: "حسن يحيى بن سعيد الزيادة والنقصان ورآه".
🌼وروى أيضاً عن الإمام أحمد أنه سمع سفيان بن عيينة يقول: "الإيمان يزيد".
وقال الإمام أحمد: "سمعت سفيان يقول: "لا يعنف من قال الإيمان ينقص"،
وكذلك يحيى بن معين روى الخلال عنه وقال أنه قال: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص،
🌼وكذلك أيضا روى عبد الله بن الإمام أحمد عن ابن إدريس،وجرير، ووكيع، قالوا: الإيمان يزيد وينقص.
وكذلك أيضا مثله عن جمع من السلف؛ أنهم قالوا: الإيمان يزيد وينقص.
وترجم البخاري في صحيحه باب زيادة الإيمان ونقصانه)،
وقول الله تعالى: 🌹{وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (الكهف 13)،
🌹{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}(المدثر 31)،
🌹{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }(المائدة 3).
فكل هذه النصوص تدل على أن الإيمان يزيد وينقص،
🌼وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة، عن مذاهب أهل السنة، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار؛ حجازا، وعراقا، ومصرا، وشاما، ويمنا؛ فكان من مذهبهم أن الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص.
🌼وكذلك قال الربيع بن سليمان: سمعتُ الشافعي يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
🌼وكذلك أيضاً: فإن أبا عُبيد القاسم بن سلاَّم قد سَمَّى في كتابه "الإيمان" من أهل الأمصار، من يقول: الإيمان قول وعمل؛ يزيد وينقص، وهذا قول أهل السنة قاطبة؛ كلهم يقول: قول وعمل؛ يزيد وينقص.
والقول نوعان: 🍂قول القلب وهو: التصديق والإقرار والاعتراف،
🍂وقول اللسان: وهو النطق.
والعمل عملُ القلب، وهو النية والإخلاص، والمحبة،والخوف، والرجاء، وعمل الجوارح.
ومن أهل السنة من قال: قول وعمل ونية، ومنهم قال: وسنة،
ومعنى: يزيد وينقص؛ أي: يزيد بالأعمال الصالحة، وينقص بالمعاصي.
والنصوص في هذا كثيرة؛
قال تعالى:🌹 {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}(المدثر 31)،
وقال: 🌹{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿١٢٥﴾}(التوبة 124-125).
فالإيمان يزيد وينقص، كما أن الكفر يزيد وينقص؛
فإذا أطاع الإنسان ربه: زاد، وإذا عصى نقص.
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وروي عن الإمام مالك أنه قال: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
وما من شيء يزيد إلا وهو ينقص،
ذكر المؤلف -رحمه الله- حديث: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"
دليلاً على أن الإيمان يزيد وينقص.
وهذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، وغيرهم.
ومن ذلك قوله تعالى: 🌹{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }(المائدة 3).
وهذا دليل أيضاً على أن الإيمان يزيد وينقص.
وكذلك الكفر، يزيد وينقص،
قال تعالى:🌹 {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ}(آل عمران 167)،
وأما المرجئة فإنهم خالفوا أهل السنة والجماعة، فقالوا: إن الإيمان ليس قولا، ولا عملا، ولا يزيد ولا ينقص،
وقالوا: الإيمان هو في القلب فقط،
ومنهم من قال الإيمان في اللسان فقط.
----------------------
No comments:
Post a Comment