Wednesday, January 28, 2015

الدرس (١٥) شرح أصول السنة

🌴الدرس (15) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

تابع: 🌸القرآن كلام الله وليس بمخلوق 

 

🌻أما المعتزلة فقالوا: كلام الله مخلوق لفظه ومعناه، 

وعلى هذا: فالقرآن مع كونه كلام الله، إلا أنه  عندهم – مخلوق؛ لفظه ومعناه، 

وقالوا: إن الله تعالى لما كلم موسى وناداه قائلاً في الآية:

🌹{فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30}(القصص 29-30)

 

إن الله خلق الكلام في الشجرة؛ فنادت موسى؛

فالشجرة هي التي قالت: يا موسى إني أنا الله رب العالمين!!

وهذا من أبطل الباطل إن تقول الشجرة: إني أنا الله رب العالمين.

 

🌻فالمعتزلة تقول كلام الله مخلوق؛ لفظه ومعناه، والقرآن مخلوق،

تعالى الله عما يقولون، وكذلك الجهمية. 

 

🌻وأما الأشاعرة فقد تذبذبوا في الكلام الإلهي،

وأخذوا نصف مذهب أهل السنة،                          ونصف مذهب المعتزلة،

وقالوا: كلام الله نصفان: نصف مخلوق، ونصف غير مخلوق، 

فاللفظ مخلوق، والمعنى غير مخلوق.

فصار مذهبهم مكونا من نصف مذهب أهل السنة، ومن نصف مذهب المعتزلة؛

 

🌻المعتزلة الذين يقولون: الكلام مخلوق؛ اللفظ والمعنى معاً، 

🌻والأشاعرة الذين يقولون: اللفظ مخلوق، والمعنى غير مخلوق؛

فالمعنى وافقوا فيه أهل السنة، 

واللفظ وافقوا فيه المعتزلة، 

فصاروا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء،

فصاروا خنثى، لا ذكر ولا أنثى، 

 

🍁فالحاصل أن الأشاعرة يقولون: الكلام من حيث هو اسم للمعنى، 

وأما اللفظ والحروف والأصوات، فليست من الكلام،

بل هي دليل على الكلام.

فالكلام  عندهم - معنى قائم بالنفس،                                لا يُسمع؛ ليس بحرف ولا صوت، 

 

ويستدلون ببيت منسوب للأخطل النصراني: 

إن الكـلام لفـي الفـؤاد وإنمـا 

 

جُعل اللسـانُ على الفـؤاد دليـلا 

وهو بيت مصنوع، لا يُدرى من قائله، وإنما هو منسوب للأخطل.

ثم أين دليلكم من الكتاب والسنة؟ 

كيف تعتمدون على كلام مصنوع، منسوب للأخطل؟

والأخطل لو سلمنا أنه قاله فالمقصود: إن الكلام لفي الفؤاد؛

يعني: الكلام الذي يُعدّه الإنسان، ويهيئه في نفسه قبل أن يتكلم به؛

ويزنه بعقله قبل أن ينطق به، 

وليس المقصود إن اللفظ ليس من الكلام.

ولو سلمنا جدلا أنه مقصوده: اللفظ؛

فهذا قول نصراني، ولا يُحتج به. 

 

🌻والنصارى ضلوا في معنى الكلام، 

فقالوا: إن عيسى نفس الكلمة  أي: جزء من الله -، وليس هو الكلمة، 

والكلام صفة من صفات الله، 

فجعلوا عيسى جزء من الله، 

🌻والمسلمون يقولون عيسى مخلوق بالكلمة، وليس هو الكلمة، 

خلقهُ اللهُ كما قال تعالى: 

🌹{إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}(59)،  {

عيسى مخلوق بالكلمة، وليس هو الكلمة، 

 

🌻والنصارى يقولون: عيسى هو الكلمة؛ فهو جزء من الله -تعالى الله عما يقولون، 

فإذا كان النصارى ضلوا في معنى الكلام،

فكيف يُستدل بقول نصراني ضلَّ في معنى الكلام، على معنى الكلام؟ 

ويُترك ما يُعرف من معنى الكلام، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل اللغة؟!

 

🌻فالأشاعرة يقولون: الكلامُ هو اسم للمعنى، 

أما اللفظ فليس بكلام الله، بل دليل على الكلام، 

ولهذا قالوا: القرآن معنى قائم بنفس الرب؛

لم يتكلم الرب بحرف ولا صوت، 

ولم يُسمع منه أيُّ كلمة!!

فجعلوا الرب أبكم لا يتكلم نعوذ بالله -، 

ولهذا قالوا: الله اضطر جبريل اضطرارا ففَهِمَ   المعنى القائم بنفسه،

فعبر بهذا القرآن، 

فالقرآن عبارة عبَّر  به جبريل؛

أي: عبر به عن المعنى القائم بالرب!!

فجعلوا الرب كالأبكم الذي يأتي بحركات ليعبّر بها عمَّا في نفسه،

تعالى الله عما يقولون.

 

🍃وشبهتُهم في أن الرب لا يتكلم بحرفٍ وصوت؛

قالوا: لأنه لو تكلم بحرف وصوت، لصار محلاً للحوادث بزعمهم -، 

والرب منزه عن الحوادث؛

🌳أي: الحرفُ حادث، والصوت حادث، والرب ليس محلا للحوادث؛ 

ففرارا من ذلك قالوا: الكلام ليس بحرف ولا صوت، 

بل هو معنى قائم بنفسه تعالى،

اضطر اللهُ جبريلَ إلى فهم المعنى القائم،

فعبَّر بهذا عن القرآن،

فالقرآن عبارة عبَّر به جبريل. 

----------------------------

تابع: 🌸القرآن كلام الله وليس بمخلوق 

 

(1) ماذا قال المعتزلة؟

(2) ماذا قال الأشاعرة؟ 

(3) ماذا قال النصارى؟

(4) ما هي شبهة الأشاعرة؟

----------------------------

No comments:

Post a Comment