🌴الدرس (17) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
تابع: 🌸القرآن كلام الله وليس بمخلوق
الأسئلة:
🍁س(1) أحسن الله إليكم هذا يسأل يقول: القدرية ينكرون علم الله فهل يلزم من ذلك أنهم ينكرون أن الله خلق أفعال العباد؟
ج(1) لا القدرية المتوسطون، وهم القدرية المجوسية،
يقولون: إن الله خلق كل شيء إلا أفعال العباد، فالعباد هم الذين خلقوها،
وهم يقولون: إن الله خلق الإنسان وأعطاه القوة؛
لكن الإنسان هو الذي خلق فِعله؛ خيرا أو شرا، طاعة أو معصية؛
فرارا من القول بأن الله خلق المعاصي وعذب عليها، حتى لا يكون ظالما.
فهم يعترفون بأن الله خلق الإنسان وأعطاه القوة،
لكن يقولون: هو الذي خلق فعل نفسه؛
ولهذا يوجبون على الله أن يثيب المطيع؛
لأن من أصولهم: إنفاذ الوعد والوعيد؛
فيوجبون على الله أن يثيب المطيع، وأن يعاقب العاصي؛
لأنه هو الذي خلق فعله،
فيجب على الله أن يثيب المطيع، كما يستحق الأجير أجرته،
ويجب عليه أن ينفذ الوعيد في العاصي، وليس له أن يعفو عنه،
هكذا يقول المعتزلة،
هكذا يوجبون على الله أن يعاقب العاصي،
وليس له أن يعفو عنه تعالى الله عما يقولون.
🍁س(2) أحسن الله إليكم. يقول السائل قال المؤلف رحمه الله: "وليس في السنة قياس"،
أليس قياس الأولى من القياس العقلي، وقد أثبته المحققون في صفات الله؟
ج(2) بلى ليس في السنة قياس لا يستند إلى نص،
يعني: لا يقيس الإنسان بعقله،
أما قياس الأولى فأنا بينتُ هذا وقلتُ: إن القياس الشرعي لا يكون فيه هذا؛
لأنه مُستنِد إلى الشرع، والمراد القياس: المستند إلى العقل المجرد.
🍁س(3) أحسن الله إليكم. يقول السائل: ما معنى قول المؤلف: "ترك الجلوس مع أهل الأهواء"؟
ج(3) يعني: ترك الجلوس مع أهل البدع؛
فأهل الأهواء هم أهل البدع، أن لا تجالس أهل البدع؛
لأنهم يضرونك ويشبّهون عليك، ويلبسون عليك،
فقد يلبسون عليك، ويوردون عليك شبهة، ولا تستطيع ردها،
ولهذا ورد أن الإمام أيوب السختياني، قالوا له في شأن مُبتَدعٍ: كلمه كلمة،
قال: "ولا نصف كلمة، ولا نصف كلمة"؛
يعني: لا يريد أن يتكلم مع أهل البدع فقد تكون هذه الكلمة التي يكلمه بها، فيها شُبهة،
فتتمكن من نفسه ولا يستطيع ردها،
فلا ينبغي مجالسة أهل الأهواء، أو أهل البدع.
🍁س(4) أحسن الله إليكم. يقول السائل: يجب علينا أن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره من الله، فكيف تفسر قول الله عز وجل: { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ (79) )النساء 79) ؟
ج(4) { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ (79) )النساء 79) يعني: فبفضل الله وتوفيقه،
وما أصابك من سيئة؛ فبسبب ذنوبك التي كسبتها، والله تعالى قدَّر الجميع،
ولهذا قال بعدها: { قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ } ﴿٧٨﴾ { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ (79) )النساء 79) ثم قال بعدها: { قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴿٧٨﴾ (النساء 78)
وقال: { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ (22)} (الحديد 22).
🍁س(5) أحسن الله إليك، يقول السائل هل الأشعري معتزلي والعكس؟
ج(5) الأشعري له مذهب، والمعتزلي له مذهب،
مذهب المعتزلة إنكار جميع الصفات، وإثبات أسماء الله، لكن بدون معاني،
فيقولون: رحمنٌ بدون رحمة، عليمٌ بلا علم، قديرٌ بلا قدرة، سميعٌ بلا سمع، بصيرٌ بلا بصر.
وأما الأشاعرة، فهم يثبتون الأسماء،
ويثبتون سبع صفات: الحياة، والكلام، والبصر، والسمع والعلم والقدرة والإرادة، والباقي يؤولونه، ومنهم من يثبت عشرين صفة،
ومنهم من يثبت أربعين.
لكن المشهور عنهم سبع صفات، وهي الحياة والكلام، والبصر، والسمع والعلم والقدرة والإرادة،
هذا مذهبهم في الصفات.
وأما في القدر فالأشعرية جبرية، والمعتزلة قدرية.
فالأشاعرة ينكرون الأسباب مثل الجهمية،
وأما المعتزلة فهم يعتمدون على الأسباب ولا ينكرونها، فهم في هذا الباب ضد الأشعرية.
🍁س(6) أحسن الله إليكم. يقول السائل: من الذي قال إن الكلام هو حروف وألفاظ؟
ج(6) القائل بذلك هم أهل السنة والجماعة،
يقولون: الكلام حروف، وألفاظ، ومعاني.
والحروف والألفاظ واحد،
ويقول شيخ الإسلام يقول في العقيدة الواسطية: "والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه"
فالحروف هي: الألفاظ،
ليس كلامُ الله الحروف دون المعاني، كما يقوله أبو المعالي الجويني،
ولا المعاني دون الحروف كما يقول الأشاعرة.
🍁س(7) أحسن الله إليكم. هذا السائل يسأل عن قول النصارى في عيسى ابن مريم؟
ج(7) النصارى يقولون: عيسى ابن الله،
فجعلوه جزءا من الله، تعالى الله عما يقولون،
وغلوا في عيسى حتى رفعوه من مقام العبودية والنبوة، إلى مقام الألوهية،
فقالوا: عيسى ابن الله،
وفسروا قوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ } (النساء 171)
قالوا: هو نفس الكلمة وهو جزء من الله،
وأما أهل السنة فيقولون: عيسى كلمة الله؛ يعني مخلوق بالكلمة، خلقه الله بكلمة كن.