Saturday, April 2, 2016

الدرس (٦١) شرح أصول السنة

🌴الدرس (61) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله، 

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

 

🌸النفاق هو الكفر : 

🌸تابع: النوع الثاني:

 

ومنه أيضاً : كفر أبي طالب ، عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان مصدقاً ، 

ولكن منعه الكبْرُ عن الإيمان بالله وبرسوله ؛

فإنه لما حضرته الوفاةُ : لما حضرت الوفاة، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل 

فقال : أيْ عم : قل : لا إله إلا الله ، كلمة أحلاج لك بها عند الله ؛

فقال أبو جهل : وعبد الله بن أمية : يا أبا طالب : ترغبُ عن ملة عبد المطلب ؟!

فقال النبي : "لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك ؛

فنزلت : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (التوبة 113) ، 

ونزلت : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (القصص 56) ، 

 

فأبو طالب دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فأبى واستكبر أن يشهد على آبائه وأجداده بالكفر ؛ 

فكان مستكبرا عن عبادة الله ، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإلا هو مصدق ؛ قوله : 

ولقـد علمـت بـأن دين محمـدٍ 
لـولا المـلامة أو حـذار سـبةٍ 


مـن خير أديـان البرية دينـا 
لوجـدتني سـمحا بذاك مبينـا 

يقول: أخشى من الملامة، وأحذر من سب آبائي وأجدادي، 

وأن أشهد عليهم بالكفر ! لا أشهد عليهم بذلك ؛ 

فكان بهذا مستكبراً عن عبادة الله ، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم . 

ومن هنا يغلط كثير من الناس الذين يقولون : لا يشترط جنس العمل في الإيمان ، وليس هو من الإيمان ، 

ومن لم يأت بجنس العمل ؛ فهو ناجٍ ، وهذا مذهب باطل ؛

لأنه لا بد أن يأتي بالعمل في الباطن ، ولا بد له من عمل في الظاهر يتحقق به الإيمان ، 

وإلا صار مستكبرا كإبليس وفرعون ؛ فكلاهما مصدِّقٌ بباطنه ، لكن لا أثر لذلك التصديق في الظاهر ؛

فعُلِمَ بذلك : أنه لا بد من العمل ، وأن جنس العمل لا بد منه .

 

وكذلك اللي يعبد الله ويصلي ، ويصوم ؛ 

لا بد له من تصديق في الباطن، يصحح له الإيمان ، 

وإلا صار كإسلام المنافقين الذين يصلون ويصومون لكن في الباطن ليس عندهم تصديق يصحح هذه الأعمال ، 

كما أن إبليس وفرعون مُصَدِّقان في الباطن، لكن ليس لديهما عمل يتحقق به هذا التصديق .

 

إذاً لا بد من أمرين: عملٌ يتحقق به التصديق في الباطن، وتصديقٌ في الباطن يتحقق بالعمل؛ 

فالتصديق في الباطن لا بد له من عمل يتحقق به، 

والعمل لا بد له من تصديق في الباطن يصححه. 

 

 

🚫الرابع: كفر الشك والظن، 

كأن يشك في ربوبية الله، أو يشك في ألوهيته، 

أو يشك في الملائكة جميعهم ، أو في ملك من الملائكة، 

أو يشك في رسول من الرسل، أو يشك في الجنة، أو يشك في النار، 

أو يشك في البعث، أو يشك في قيام الساعة ؛ 

فالشاك في قيام الساعة ؛ كافرٌ كما قال تعالى عن صاحب الجنة : 

 

وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36)يكون كافرا، قال الله تعالى: { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35} (الكهف 35-36) ، هذا هو الشك، 

{ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا} (الكهف 36) ، 

ثم قال : { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ} (الكهف 37) ، 

لأن كفره كان بالشك في الساعة ، كما دل عليه السياق .

 

 

🚫الخامس: كفر الإعراض، 

وهو أن يعرض عن دين الله لا يتعلمه ، ولا يعمل به، ولا يعبد الله، 

فهذا المعرض يكون كافرا بهذا الإعراض ؛ 

قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ} (الإحقاف 3) ، 

 

ومن ذلك : هذه القصة وهي : "أن رجلا يقال من بني عبد ياليل، عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام، 

فقال: والله لأقول لك كلمة ؛ إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك، 

وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أكلمك، ومشى وتركه". 

 

فهذا قد يقال : إنه شاك ، 

لكن لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن آيات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم  جملةً ؛

وانصرف عنه ؛ فيكون معرضا، 

لكنه إن لم ينصرف ويُعرض ونظر في آيات صِدق الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا بد أن يؤمن أو يكذب ،

فهو بين أحد أمرين : إما التصديق ، وإما التكذيب .

 

فهذه أنواع الكفر الأكبر ، وكل هذه الأنواع الخمسة صاحبها مخلد في النار، 

وهي كما سبق : كفر النفاق، وكفر التكذيب والجحود مع التصديق، وكفر الإباء والاستكبار، 

وكفر الشك والظن، وكفر الإعراض . هذا هو الكفر الأكبر المخرج من الملة. 

 

هناك الشرك، وهو كذلك نوعان: شرك يخرج من الملة، 

وهو : أن يصرف نوعا من أنواع العبادة لغير الله، 

كأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو يصلي لغير الله، 

أو يفعل ناقضًا من نواقض الإسلام، كأن يسب الله، أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فيكون مشركا شركا أكبر.

 

----------------------------------

1 comment:

  1. Lucky Club Casino Site – All you need to know
    Lucky Club is a brand new online casino created by luckyclub.live the same guys who started out as a small online casino. The game is made out of a European

    ReplyDelete