🌴الدرس (7) لكتاب شرح أصول السنة
للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
تأليف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
🌸السنة اللازمة
🍁المرتبة الثالثة: الإرادة والمشيئة، الإرادة الكونية؛
🍂الإرادة نوعان: دينية، وكونية.
المراد هنا الإرادة الكونية المرادفة للمشيئة،
🍃وهي تقتضي الإيمان بأن الله أراد وشاء كل شيء وقع في هذا الوجود،
🌾فتؤمن بأن كل شيء وقع في هذا الوجود سبقت به إرادة الله ومشيئته،
خيرًا أو شرًّا، برًّا أو فجورًا، طاعة أو معصية، إيمانًا أو كفرًا،
كل شيء وقع في هذا الوجود وقع بمشيئة الله وقدرته،
فلا يقع في ملك الله ما لا يريد،
🌿وما وقع منه فإنه مبنيٌ على الحكمة،
فالله تعالى لا يخلق شيئا إلا لحكمة،
ولا يأمر إلا لحكمة، ولا ينهى إلا لحكمة ,
ولا يقدر إلا لحكمة:🌹{إن ربك عليم حكيم}(يوسف 6)
🍂ولهذا لما أنكر القدرية وقوع المعاصي، بمشيئة الله، وقالوا: العبدُ يخلق فعل نفسه،
🍃رد عليهم أهل السنة، وقالوا: أنتم وصفتم الله بالعجز،
فقلتم: إنه يقع في ملكه ما لا يريد؛
وهذا يلزم منه أن يكون عاجزًا أن يدفع شيئًا لا يريده.
وهذا من أبطل الباطل.
🌻والمقصود: أن ما يقع في ملك الله، من الشرور والمعاصي والكفر،
كلها واقعة بإرادته الكونية،
وهي – مع ذلك – مُراده لا لذاتها،
بل مرادة لما يترتب عليها من الحكم والمصالح.
🌷فالله أراد وقوع الكفر والمعاصي كونًا وقدرًا، ولكن ما أراده دينًا وشرعًا؛
بل أراده كوناً وقدراً؛
لما يترتب عليه من الحكم،
🍁التي منها: ظهور قدرة الله على المتقابلات؛
فالكفر يقابله الإيمان، والمعصية تقابلها الطاعة،
والليل يقابله النهار، والحر يقابله البرد، والحلو يقابله المر والحامض،
🍁ومنها حصول العبودية المتنوعة؛
فلولا خلق الله للكفر والمعاصي لما وُجدت عبوديات متنوعة؛
فلو كان الناس كلهم مؤمنون،
فأين عبودية الجهاد في سبيل الله؟
وأين عبودية الولاء والبراء؟
وأين عبودية الدعوة إلى الله؟
وأين عبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
وأين عبودية الحب في الله والبغض في الله؟
فما يقدره الله على العباد من الكفر والمعاصي ونحوهما؛ فهذه مرادة لا لذاتها بل لشيء آخر؛
وهي ما يترتب عليها من الحكم؛
فمع أنه تعالى أرادها كونًا وقدرا،
ولكنه لم يردها دينًا وشرعًا،
فالله تعالى يكره الكفر والمعاصي.
ونُقرب هذا بمثالٍ، وهو: أن المريض الذي يصرفُ له الطبيب دواء مرًّا علقماً
ويقول له: اشرب هذا الدواء،
فإن فيه شفاءَك وعافيتك بإذن الله.
فيقدم المريض على شرب الدواء المر طائعًا مختارًا،
لكنه هل شرب هذا الدواء المر راغباً فيه على وجه الاستلذاذ به، أم لماذا؟
الجواب: أنه شربه وتجرعه ولا يكاد يسيغه؛ لما يترتب عليه من الشفاء،
فهو أي الدواء - مراد لا لذاته، بل لشيء غيره، وهو طلب الشفاء،
فكذلك الله سبحانه وتعالى أراد الكفر والمعاصي لا لذاتيها؛
بل الكفر والمعاصي مكروهتان لله دينًا وشرعًا،
لكنه أوجدهما لما يترتب عليهما من الحكم والأسرار،
وبسبب الجهل بهذا التفصيل ضل القدرية.
🍁المرتبة الرابعة: الخلق والإيجاد،
وقد أنكر القدرية عموم الخلق والإيجاد؛
🍂فقالوا: إن الله لم يخلق الكفر والمعاصي، وإن العبد هو الذي خلقهما.
🍃فرد عليهم أهل السنة، أي على القدرية المتوسطة؛ وهم الذين آمنوا بالعلم والكتاب، ولكنهم أنكروا عموم الإرادة والمشيئة، وعموم الخلق،
فأخرجوا أفعال العباد،
وقالوا: إن الله ما أراد أفعال العباد ولا خلقها، سواء أكانت طاعة أو معصية؛
فرارًا من القول بأن الله قدر المعاصي ويعذب عليها؛
لئلا يكون ظالمًا في زعمهم.
وهذا باطل؛ لأن الذي يُنسب إلى الله،
هو الخلق والإيجاد،
وكون في بعض مخلوقاته شر،
فهذا مبنيٌ على حكمته تعالى،
فيكون خيرًا بالنسبة لله؛ لأنه لمَّا خلقَهُ، خلقهُ لحكمةٍ، لكنه شر بالنسبة للعبد.
🌾فالكفر والمعاصي شر بالنسبة للعبد الذي باشر المعاصي وفعلها،
فيتضرر ويُعدب عليها،
والذي يُنسب إلى الله الخلق والإيجاد؛ فهو مبنيٌ على الحكمة– كما تقدم - .
-------------------------
🌸السنة اللازمة
(1) ما هي المرتبة الثالثة؟
(2) الإرادة كم نوع؟
(3) ما المراد هنا؟ وماذا تقتضي؟ ماذا تؤمن؟
(4) هل يقع في ملك الله ما لا يريد؟
(5) ما وقع منه فإنه مبنيٌ على ماذا؟
(6) ماذا قال القدرية؟
(7) ماذا رد عليهم أهل السنة؟
(8) ما المقصود؟ وهل هل مُراده لذاتها؟
(9) هل الله أراد وقوع الكفر والمعاصي دينًا وشرعًا؟ لماذا؟ مع ذكر الحكم
(10) اذكري مثال
(11) هل أراد الله سبحانه وتعالى الكفر والمعاصي لذاتيهما؟
(12) لماذا أوجدهما؟ لما يترتب عليهما من الحكم والأسرار،
(13) بماذا ضل القدرية؟
(14) اذكري المرتبة الرابعة؟
(15) ماذا أنكر القدرية؟ وماذا قالوا؟
(16) ماذا رد عليهم أهل السنة؟
(17) من هم القدرية المتوسطة؟ وما هو اعتقادهم؟ ولماذا؟
(18) ما حكم اعتقادهم؟ ولماذا؟
(19) الذي يُنسب إلى الله الخلق والإيجاد؛ فهو مبنيٌ علىماذا؟
-----------------------