شرح أصول السنة
Sunday, October 30, 2016
روابط
Wednesday, September 7, 2016
الدرس (٧٠) شرح أصول السنة
🌴الدرس (٧٠) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبد العزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
الأسئلة.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
🌸س. فضيلة الشيخ يحفظكم الله، ذكر في درس سابق أن القدرية منهم المشركية، والإبليسية، والمجوسية،
هل هذه الثلاثة تدخل في القدرية الأولى أو المتوسطة أو الجبرية؟
ج. القدرية الأولى التي انقرضت، كفرهم العلماء، وكفرهم الصحابة؛
لأنهم نسبوا الله إلى الجهل نعوذ بالله؛
وقالوا: إن الله لا يعلم بالأشياء حتى تقع،
ويقولون: إن الأمر أنف؛ أي: مستأنف وجديد،
فهؤلاء كفرة، لكنهم انقرضوا، وقد كفرهم ابن عمر، وغيره من الصحابة،
وقال ابن عمر لما أخبر بذلك: "إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني،
والذي يحلفُ به عبد الله بن عمر! لو أن لأحدهم مثل أحدٍ ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه، حتى يؤمن بالقدر"،
ومعلوم أن الذي لا يُقبل منه العمل، هو: الكافر.
وأما القدرية، بأقسامها الثلاثة، وهم الذين جاءوا بعد القدرية النفاة،
فهم كما سبق ثلاث طوائف: 🍄القدرية المجوسية، وهؤلاء يؤمنون بالشرع، ولكن يكذبون بالقدر،
🍄والطائفة المشركية: يؤمنون بالقدر، ويكذبون بالشرع،
وقلنا: إن الطائفة المجوسية أقرب إلى الحق، وهم مبتدعة، ولم يكفرهم العلماء، بل سموهم مبتدعة؛
فهم ليسوا كالقدرية الأولى.
🍄وأما القدرية المشركية: فهم الذين يحتجون بالقدر على الشرك، فهؤلاء قد يكفرون؛
لأنهم يحتجون على المعاصي بالقدر،
ويقول أحدهم: أنا مجبور، ويقول: أنا إن عصيت أمر الله الشرعي، فقد وافقت أمره القدري،
فهم يعذرون أنفسهم بفعل المعاصي التي يحتجون عليها بالقدر!! يَصِلُونَ إلى الكفر.
🍄وأما الإبليسية معروفون أنهم كفار، وأن شيخهم إبليس، وهم الذين يؤمنون بالقدر والشرع،
ويقولون: إن الرب متناقض؛ لأن الشرع – بزعمهم – ينقض القدر، والقدر ينقض الشرع،
نسأل الله العافية، فهؤلاء لا شك في كفرهم.
والمشركية من القدرية، إذا كانوا يحتجون على شركهم، وعلى معاصيهم بالقدر، فهم كفرة إيضاً،
أما القدرية المجوسية فهم مبتدعة، وهم أحسن حالاً منهم،
ففرقٌ بين القدرية المشركية، والقدرية المجوسية،
لأن القدرية المجوسية: يعظمون الشرع، ويعظمون الرسول،
لكن حصلت لهم شبهة في هذا الباب،
فقالوا: إن الله لم يُقَدِّر أفعال العباد ولم يخلقها؛
لأنه لو قدَّرها عليهم، ثم عذَّبهم؛ لكان ظالماً لهم؛ والله مُنزه عن الظلم،
ولذلك: فإن العباد يستقلون بخلق أفعالهم.
وهذه شبهة فاسدة.
فهؤلاء مع قولهم وشبهتهم الفاسدة، معظمون للشرائع،
بخلاف المشركية، فإنهم يعطلون الشرع، ويقولون: الشرع عبث، والرسل عبث؛
لأنهم يحتجون بالقدر على المعاصي.
-----------------------------------
🌸س. أحسن الله إليكم، يقول السائل: هل يجوز الصلاة خلف أئمة الزيدية، سواء صلاة فرض أو صلاة جنازة؟
ج. إذا كان هذا الزيدي يعتقد كفراً، ويعتقد ما يعتقده الرافضة، فلا يُصلى خلفه، والصلاة خلفه باطلة،
وإن كان يعتقد أموراً مبتدعة، فهو مسلم مبتدع.
والمبتدع والفاسق اخْتُلِفَ في الصلاة خلفهم إذا كانوا أئمة على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الإمام الكافر، وهو الذي يفعل الكفر، كمن يسب الله، أو يسب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو يدعو غير الله، فهذا لا تصح الصلاة خلفه بالإجماع، وإذا صلى خلفه فإنه يُعيد، ولو بعد مائة سنة.
الثاني: الإمام المستور الحال، الذي لا يُعلم منه بدعة، ولا فجور، وهذا يُصلى خلفه.
الثالث: الإمام الفاسق؛ ظاهر الفسق، أو المبتدع، ظاهر البدعة،
فهذا إذا كان إمام المسلمين؛ يُصلى خلفه، أو كان لا يوجد في البلد إلا مسجده هو، فإنه يصلى خلفه، ولا يصلي وحده،
فإذا كنت لا تجد في البلد إلا هذا الإمام الفاسق، ولا يوجد مسجد آخر تُصلي فيه الجمعة؛
فإنك تصلي خلفه، ولا تصلي وحدك، إذا كان يترتب على ترك الصلاة خلفه مفسدة.
أما إذا وجد غيره، ولا يترتب على ترك الصلاة خلفه مفسدة، فهل يصلى خلفه أو لا؟
فيه خلاف بين العلماء،
فمنهم من قال: يصلى خلفه،
ومنهم من قال: لا يصلى خلفه،
ومنهم من قال: تصح وتعاد،
والصواب أنها صحيحة؛ لأنه مسلم، ولكن الصلاة خلف العدل أولى؛
لأن الصحابة كانوا يصلون خلف الحجاج، وكان فاسقا ظالما، لأنه أمير، وأمير البلد، أو الوالي: يصلى خلفه، ولو كان فاسقاً.
----------------------------
🌸س. أحسن الله إليكم يقول السائل في الحديث: "رأيت قوما لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم" ،
هل هذا دليل على أن الجنة والنار يسكنها الآن أحد؟
ج. هذا دليل على العذاب في البرزخ، وأن هؤلاء الذين رآهم يعذبون، رآهم في البرزخ؛
مثل آكل الربا الذي يسبح في نهر الدم،
ورآى أقواماً يخمشون وجوههم وصدورهم؛ لأنهم يأكلون لحوم الناس، ورأى غير هؤلاء،
والله أعلم.
وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على هداه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
************************
Wednesday, August 31, 2016
الدرس (٦٩) شرح أصول السنة
🌴الدرس (٦٩) لكتاب شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى تأليف الشيخ عبد العزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله،
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
تابع: 💐الجنة والنار مخلوقتان :
والمقصود: أن من مات وهو ملتزم بأحكام الإسلام، ولم يُعلم عنه أنه فعل ناقضا من نواقض الإسلام؛
فإنه يصلى عليه، ويُستغفر له، ولا يُحجب عنه الاستغفار،
ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا كان أو كبيرا،
الدليل قول الله تعالى: 🌹{وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} (٨٤)،
أذ جعل العلة في كونهم لا يُصلى عليهم: الكفر؛
فدل على أن الكافر لا يُصلى عليه، ولا يُدعى له، ولا يُستغفرله، ولا يُحج عنه،
والموحد يصلى عليه، ويُدعى له، ويُستغفر له، ويُحج عنه.
وهذه الآية: 🌹{وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ } (٨٤) ،
نزلت بعد ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي،
🌷فالحاصل: أن من مات على ذنب؛ كالغيبة أو النميمة،
أو على كبيرة من الكبائر، فالأصل أنه يُصلى عليه، ويُدعى له،
ولهذا قال: ولا يحجب عنه الاستغفار، ولا تُترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا أو كبيرا،
وأمره إلى الله تعالى.
لكن جاء في بعض الكبائر أنه لا يصلى عليه،
فقد ثبت (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على من قتل نفسه) (أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد)،
وثبت أنه لم يصل على من عليه دَيْنٌ في أول الأمر،
وقال:🍀 "صلوا على صاحبكم" (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه)
لكن يصلي عليه عامة الناس.
🌼قال العلماء: لا يصلي عليه أهل العلم؛ تحذيرا للأحياء أن لا يفعلوا مثل فعله،
لكن يصلي عليه عامة الناس؛ فهو ليس بكافر؛ لكن الغرض تحذير الأحياء أن يعملوا مثل عمله.
وقد جاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم(لم يصل على الزاني) (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد وابن حبان)، وهذا في أول الأمر،
ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم، على امرأة من جهينة أتته وهي حُبلى من الزنا (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد والدارمي).
فهذا إذا تأخر عنه أهل العلم؛ تحذيرا للأحياء، فهو حسن، لكن يصلي عليه عامة الناس.
🍒فالخلاصة: أنه يصلى عليه ما دام أنه لم يفعل الكفر الأكبر، ولا النفاق الأكبر، ولا الشرك الأكبر، ولا الظلم الأكبر، ولا الفسق الأكبر، ولا الجهل الأكبر، ولو كان له ذنب صغير أو كبير،
والكبائر سبق تعريفها، ونعيدها للفائدة، فنقول:
هي : جمع كبيرة، والكبيرة : كل ذنب ترتب عليه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة بالنار أو الغضب أو اللعنة،
أو نُفي عن صاحبه الإيمان، أو قال: فيه النبي صلى الله عليه وسلم: 🍀"ليس منا"،
أو تبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم كما (بُرئ النبي صلى الله عليه وسلم من الصالقة والحالقة والشاقة) (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد).
فالصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة؛
والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة،
والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة، فهذه من الكبائرأيضاً .
فائدة : معنى قوله تعالى : 🌹{ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ } (٨٤)
أن الله تعالى نهى نبيه صلى الله عليه وسلم من الصلاة على أحد من الكفرة،
أو القيام على قبره للدعاء بعد الدفن،
والعلة هي : الكفر، فيبقى هذا النص عاماً يشمل كل كافر،
فلا يصلى عليه، ولا يقام على قبره للدعاء بعد دفنه، فضلاٍ عن أن يُحج عنه، أو يُتصدق عنه،
بخلاف الموحدين من أهل القبلة، فإنه يُستغفر له، وتُصلى عليه صلاة الجنازة،
ويجوز أداءها في المقبرة، وليست هي الصلاة المنهي عنها في المقبرة؛
لأن الصلاة المنهي عنها في المقبرة هي: الصلاة ذات الركوع والسجود،
أما صلاة الجنازة، فليس لها ركوع ولا سجود؛ بل المقصود منها الدعاء،
فلهذا يُصلى على الميت في المقبرة، ولو بعد الدفن؛ لمن لم يصل عليه.
والدليل على هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات هذا الرجل، أو المرأة التي كانت تَقُمّ المسجد، ودفنوه، أو دفنوها ليلا وأخبروه قال: 🍀"دلوني على قبره" (أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد)
فذهب إلى قبره، أو قبرها فصلى عليه،
📍فهذا دليل على أن صلاة الجنازة المقصود منها: الدعاء،
أما الصلاة التي لها ركوع وسجود، فلا تجوز في المقبرة،
لقوله -عليه الصلاة والسلام-: 🍀"لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها" (أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد وغيرهم).
ولذلك لما رأى بعض الصحابة رجلا يصلي عند قبر وهو لم يعلم أنه قبر،
قال له: القبر؛ يعني: ابتعد عن القبر.
ولكن هل يدخل في قوله: "ومن مات من أهل القبلة" المنافقون أو لا يدخل؟
الجواب: إذا لم يظهر كفره؛ فإنه يُصلى عليه، ويُدفن في مقابر المسلمين، ويرث، ويورث.
أما إذا أظهر كفره، فإنه لا يُصلى عليه؛
لأن المنافقين تجرى عليهم أحكام الإسلام في الظاهر؛
فمن أظهر منهم نفاقه قُتل،
ومن لم يظهر نفاقه: يعامل معاملة المسلمين في الدنيا،
ولكن لا يفيده هذا في الآخرة، بل يكون في الدرك الأسفل من النار.
نسأل الله السلامة والعافية.
وهذا ختام شرح هذه الرسالة النافعة،
نسأل الله للجميع العلم النافع، والعمل الصالح، ووفقنا لطاعته، وثبتنا على هداه،
وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
**********************